حَبيب الأشجار
حَبيب الأشجار
أيُّها العصفور الفاتن، ويا حبيبي الغابات!
أيُّها الطائر الصدَّاح العجيب!
ما أرقَّ ترنيمكَ، وما أحلى غناءَك!
وما ألطفَ أغاريدك وأعذب أناشيدك!
وما أبدعَ شدوك وأروقع صدحك!
يا حبيبَ الأشجار وعشيقَ الأزهار!
ويا ربيبَ الجداول وسميرَ البحيراتِ والأنهار!
أيُّها المخلوقُ الطروب الهازجُ بمرح،
الراقصُ على الأدواح،
والمتلاعبُ بالقلوب والأرواح!
أيُّها الشادي العجيبُ الغريب!
إنَّ الأحزانَ غمرت وجودي،
والأشجانَ قطنت في فؤادي؛
فإذاني أهيمُ في البوادي…
وفجأة أسكرتني عذوبةُ أغاريدك،
وأبهجت كياني رقّةُ أناشيدك.
فأنشدْ، أنشدْ أيُّها العصفور البديع،
واسحرِ الغابَ بمزاميرك،
وانْتشِ إذْ بدَتْ تباشيرُ الربيع،
هذا الفصل الموشّى بالأزاهير الضاحكة
تحوم فوقها أسرابٌ من الفراش الملون.
لله ما أفتن وقع أنغامكَ الإلهية!
وليتني أعيشُ في ظلال غياضك البهية،
لأنسى أشجاني قبل دنّو المنية.
كتبتها بالسيارة الذاهبة إلى نيويورك
في الساعة 3 إلا ربعًا بعد ظهر
17/3/1978