داهش والأنسان

ضحكَ الدَّهر علينا

ضحكَ الدَّهر علينا

 

وهِمنا بمفاتن دنيانا فتهالكنا على متعها السواخرْ

وهِمنا في بوادي الشهوات نجتني القبلات من فم أحوى وساحرْ

كلُّ ما نصبو ونهفو إليه ما هو إلا سخافةٌ ومساخرْ

فذاك يظنّ أنه بطلٌ صنديد، لذا تراه لسيفه شاهرْ

وآخرُ يردّد أنه سليلُ أمجاد يُعددها وهو بها مُتفاخر

وكاهن يرتدي ثوبَ الحملان وهو ذئبٌ شرسٌ مفترس وماكر.

يدعي أنه متواضع القلب، صافي الروح، نقي تقي وطاهرْ

وحقيقته ثعبانٌ، وشقيقه صلٌّ، ووالده أفعوانٌ غادر!

يتصنع التقى والشر ينضحُ من روح هذا الثعلباني الماكرْ

ومطران يدّعي التبتل، وبداخله بركان متأجج بالشهوات، تبًا له من عاهر

وحاكمٌ انتفخت أوداجُهُ كبرياءً، وهو بأحكامه ظالمٌ وجائرْ

وقاضٍ رعديدٌ رضخ لسيده، فحكمَ ظلمًا وهو سادرٌ وخائرْ

أدهشتني نفوسٌ حقيرة فبتُّ بأمرها البهلواني حائرْ

ومنهم حظة يفلق الصخر، ومنهم تراه بحظه عاثرْ

كلٌّ يسيرُ في طريق خيرهِ أو شره، وأنا في طريقي سائْر

أودُّ أن أُزلزلَ المُجرم بشارة وأن أكون لبطنه الطبلي باقرْ

أنا لا أخشى الأوغاد أشباهه؛ إنه نذل دنيء وبهذا أُجاهرْ

تبًّا له من قذرٍ زنديق ارتكب الشائنات وكنتُ له القاهرْ

سألاحقه في عوالمِ جحيمه، وأُدمِّره تدميرًا، ولن أكون لإجرامه غافرْ

إنَّه ضبعٌ كريهٌ يخشى سلسلة جرائمِه المروعة حتى الذئب الكاسرْ

شهرتُ مساوئه، وأعلنتها على رؤوس الأشهاد، وكنتُ له الباترْ

ألبستُه القرن كالثور الحرون، فإذاهُ قد استبدل قوائمه بحوافرْ

كلٌّ منَّا يدّعي أنه ألمعي وبمعلوماته القيمة بحرٌ زاخرْ

فنعيمه يتغنَّى بأنه أديب فذٌّ، وسواه بآبائه وأجداده يُفاخرْ

والدّهرُ يراقب توافهنا، وهو كاظمٌ لغيظِه، ومنّا تراهُ سَاخر!

وفجأةً نُغادر دنيانا فإذانا تعساءُ، بؤساءُ، سجناءُ المقابرْ.

                                                          الولايات المتحدة الأمريكية

                                                          الساعة 7 إلا ربعًا من صباح

                                                                   25/ 3/ 1978

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!