كاعِبٌ هيفاء فعجوزٌ شمطاء
كاعِبٌ هيفاء فعجوزٌ شمطاء
كانت كاعبًا رائعة المحاسن،
فتنتها سحرت البدر المنير؛
واليوم توارى جمالها الأخاذ،
وانطفأ البريقُ في عينيها الدعجاوين.
وردفُها الثقيلُ أصبح معوجًا كريهًا
ينبو النظرُ عن مشاهدتِه المؤذية.
فشفتاها الرقيقتان أصبحتا جلدةً مشقَّقة
يبيض فيها الذبابُ ويُفرخ!
ولهاثها الكريهُ يصرع الثعالب برائحته النتنة.
وقدُّها السمهري حطمته مطارقُ الأعوام،
فإذاهُ كخرقة قديمة قذرة بالية!
إن فتوتها المُذهلة استحالت لقُبح بالغ.
والرمانتان الشهيتان أصبحتا عجفاوين،
قُربُهما المرفوضُ يُدمي ويُصمي.
لقدِ استحالتْ ربة الفتنة الخلابة
حيزبونًا مشوهةً ترعبُ الناظرَ اليها،
فسُرعانَ ما يرسمُ إشارة الصليب على وجهه!
وكلُّ من التقاها تراهُ يتشاءَم.
حتى الجدثُ يرفض ضم جثمانها الاشوة بأعماقه؛
فالديدانُ الكريهةُ هي التي ستكونُ سميرتها
في حفرتها الخاوية الباردة المنسية.
فواهًا لحياةِ الإنسان، ما أشدَّ مرارتها العلقمية!!
في السيارة المنطلقة بشوارع نيويورك
الساعة الثامنة من ليل
أول نيسان 1978