داهش وعوالم الفراديس

الاندماجُ بالحق

الاندماجُ بالحق

أنتم آلهة، ابناء الله تُدعَون “الإنجيل”

سأعتلي قمم المجد الرفيع الذُرى،

وسأطاولُ بروج السماء المُشمخرة،

وسأخترقُ حصون الشر اللعينة، وأصل إلى الشواطئ الأمينة،

وسأبلغُ الجوزاء، وأتخطر بن النجوم والمُذنَّبات،

وسأرتعُ في عوالم الأفلاك الحصينة الجنَّات،

وسأجوسُ في فراديسها العجيبة، وأقتطف من ثمارها الغريبة،

وستنسابُ أمام تخطراتي أنهارُ وغياض الأبرار والأطهار،

وستنبثقُ ينابيعها الكوثرية المذاق كي أرتوي بالمعرفة الروحية،

وسأشدو مع حواري العوالم المضيئة الدائمة الفتنة والبهجات،

وسأرقص مع ربات (الأولمب) ذوات العيون النواعس،

وسأقيم بينهن اذ لن يعتريني ألمٌ أو يلمٌ بي هاجس،

وسأنتقل، يا صاحبي، من كوكب إلى كوكب فكوكب،

وسأمر بمواكب الأدهار طاويًا موكبًا إثر موكب،

وستمرُّ عجلة أوقيانوسات اللانهاية الأزلية،

وستوغل في مسافات الأزمان الدوَّارة السرمدية،

وأنا أواكبها في بروجها العلوية وأخدارها الإلهية،

من جيلٍ إلى جيل، ودورٍ إلى دور…

وعندما تحطُّ بي الرحال في “مدينة السلام” والطمأنينة الهنيَّة،

إذ ذاك تتمُّ لي المعرفة السماوية،

بعد أن أكون قد خلَّفتُ ورائي أسمالي البشرية،

وعندئذٍ أندمج في القوة الموجدة الإلهيَّة،

فتتمّ سعادتي، فيا لسعادتي الأزلية!

                                                صباح الأحد في 17 شباط 1946

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!