داهش والأنسان

ذكرى اليوم المشؤوم

ذكرى اليوم المشؤوم

بمناسبة مرور عامين على الاعتداء الغادر

الذي ارتكبهُ المجرمُ الباغية وزبانيتهُ الأدنياء

يا يوم التذكارات اللئيمة والذكريات الأليمة!

ويا عنوان الشرور العظيمة وينبوع الجريمة!

لأنت أشرّ يومٍ في الأيام،

وأوغد الشهور رغم كرور الأعوام.

فيك يا يوم الشؤم تآمر عليَّ أعدائي اللؤماء،

وفي ساعاتك الأولى تآزرت عليَّ شراذم الأدنياء.

وقد طغى الباطل على الحقّ، فيا للحقِّ الذي مُحِق،

إذ فازت قوات الغدر والخيانة، ولكن إلى حين.

نعم الى حين، يا يوم الأبالسة والشياطين.

نعم يا يوم الثامن والعشرين من شهر آب البغيض، نعم نعم.

ستجلجلُ نواقيسُ العدالة مُعلنةً ساعة الانتقام،

وستُشهر السيوف من أغمادها من لم يقيموا وزنًا للأعراض.

وسيزورُّ الجميع عن هؤلاء الزعانف وسيُقابلونهم بالازدراء والإعراض.

إن ساعة الانتقام يا ماجدا ستُجلجل قريبًا جلجلة الرهبوت،

وستُصلصلُ بأصواتها الجهنمية طالبةً الانتقام العادل الذي لا مفرَّ منه وستحصدُ نيران انتقامي الرهيب فلولا أعدائي المذعورين المرعوبين، وسأُنكّل بهم تنكيلاً رهيبًا، وسأبطش بهم بقسوة ووحشية مدمية، مما ستتحدث عنه الأجيالُ الزاحفة والآجالُ الجارفة.

وسيقصُّ الآباءُ على الأحفاد أنباءَ هذا الانتقام المُخيف،

وهم مُنتشون بغبطة الفوز الذي منحته لي السماء العادلة المُنتقمة.

وستُدوِّن بُطُونُ التاريخ أنباء هذه المأساة الرائعة

كي تكون عبرةً من السلف إلى الخلف.

                                                يوم الأربعاء، في 28 آب 1946

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!