داهش وعوالم الفراديس

الجَبَل المقدس

الجَبَل المقدس

                                               

سأرتقي الجبل الشامخ،

وسأبلغ قمته المشمخرة،

وسأشاهد من أعاليه الشاهقة

الأودية السحيقة الأغوار،

وسأُمتع بصري بالغابات الرائعة

ذات الأشجار الخضراء السامقة،

وسأشنف أذني بنشيد طيور الغابات

وهي تُنشد نشيد الفرح والمرح،

وستُسر عيناي من مشاهدتي للشلال العجيب

وهو يهدر هدير السعادة التامة،

وسأطرب لرؤية الجداول البديعة

وهي تترنم بفرح سرمدي،

وسأتمتع برؤية الثعالب وهي تمرح

بين الأعشاب النضرة،

وسأذهل من جمال أزهار الجبال الفتانة

وورود الغابات البكر المتعدِّدة الألوان،

وسأهلِّل من رؤيتي للنسر ملك الطيور

وهو باسطٌ جناحيه القويين،

محلقًا فوق الأودية، مرتقبًا بروج الفضاء،

باحثًا بنظره الثاقب عن فريسته،

ينقض عليها انقضاض الصاعفة.

وسينعشني نسيمُ الجبل الأشم فيغمرني فرحٌ دافق.

وسأقطن في لحف هذا الجبل الجبار،

تاركًا المدن التي اندمجت بالشر،

والتحفتْ بالرذيلة، وتمنطقت بالجرائم الرهيبة.

وسأنتظر هبوط الكاروبيم من سماواته النقية

كي يصحبني معه إلى فراديسه الإلهية،

وهناك في تلك الجنة الوارفة الظلال،

أُنشد نشيد الشكر لباري السموات والأرضين.

 

                                      اسطمبول، في 11/10/1971

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!