نأتيهاأفواجًا ونغادرها أفواجا
نأتيهاأفواجًا ونغادرها أفواجا
أفواجًا أفواجًا نأتي إليها ثم نغادرها أفواجا
كأننا أمواجُ بحرٍ متلاطم رطمت رياحه الأثباجا
نخوضُ مُستنقعاتها، مُتقلبين فيها خضمًّا غضوبًا عجاجا
نسير في دروبٍ حالكة السواد، وكلٌّ منا يضطرب مُهتاجا
وبعضنا تراه يسير شامخ الرأس، مُتزنَ الخُطى، وكأنه مِهراجا
مُلتحفًا بالسخافة، مُتمنطقًا بالغباء، مُضفيًا على نفسه لقبَ خواجا
مُعلنًا لأترابه، بأنه، مستقبلاً، سيضعُ على رأسه تاجا
ولو درى هذا الزعنف أنه يُماري شخصه، ولنفسه داجى
فحقيقة الأمر أنه لا يستحق أن يضع على رأسه الفارغ حتى صاجا
جميعنا يا أخا الأطماع نُفتنُ بالمال، ونعبدُ ذلك البراق الوهَّاجا
طريقنا غير مستقيم أصلاً، نسيرُ فيه انحرافًا واعوجاجا
نختلي بالغواني لنرتكب إثمًا فاضحًا، واضعين وراءَ الباب رتاجا
وحرصًا من كشف أمرنا وخوفًا من فضيحتنا، نُقفقفُ معًا وكأننا دجاجه
وإذا وعظنا واعطٌ، وندَّد بسلوكنا المُنحرف، نظنُّه علينا قد اهتاجا
فنلبسُ المسوح دجلاً، ونُغِّذُّ السير للقدس حتى يقولوا لقد اصبح حاجا
ندَّعي بأننا لا نملك شروى نقير، وغرفنا مملوءة لوحاتٍ، وتماثيل وعاجا
نرفع عقيرتنا، مُدعين بأننا أدباء، ألفنا كتبًا ودواوينَ ولا نزال نتدفقُ إنتاجا
نتمنى لو نملك الدنيا بما تحويه، فنضعُ حولها سياجا
وإذانا نجدُ أنفسنا قد شخنا، وملاك الموت قد أغلق الدرب علينا، فنُفاجأ
ونرى القبر قد فغَر فاه ثُمَّ افترسنا بشهوة الذئب عندما يفترسُ نِعاجا.
الولايات المتحدة الأميركية
الساعة 2 وربع بعد ظهر 4/1/1977