رُعاعٌ وخونة وأوغاد
رُعاعٌ وخونة وأوغاد
نفسي اشمأزت من وجودي في عالم الرياء والأكاذيب.
فمنذ شببتُ عن الطوق، أحاطت بي جيوشٌ من الخداع الدنيئة.
فكل يومٍ كنتُ أشاهدُ ضروبًا من الختل البشري،
والرياء الدنيء المُتمثل بأبناء كُرتنا الفانية.
لقد طفح كأسي بشرابٍ كريه،
مرارته العلقمية تتفوَّق على كاسِ المرّ
الذي سقوه للسيد المسيح وهو يقاسي آلامهُ الهائلة،
مُعلقًا على صليب عذابه وأهواله المزلزلة.
إن ثقتي بقاطني الغبراء مفقودة.
فتجارب الحياة أكدت لي أنما هُم ثعابين،
سُمهم ناقِعٌ يحملُ الموتَ الزُّؤَام.
دأبُهم غرسُ أنيابهم ونفثُ سمومهم الزعافية بضحاياهم،
دونَ أن يعيروا واعز الضمير أُّذنًا صاغيةً،
أو يأبهوا لأوامر الله جلَّتْ قدرته ونواهيه،
إذ لا ضمير لديهم ليقيهم الانزلاق إلى هوةِ الشرِّ المُدمّر.
لقد ذقتُ الأمرين من أشخاصٍ كانوا من أقرب المقرَّبين إليَّ،
فخانوا عهدي خيانةً اسخريوطيةً، فطردتهم شرَّ طردة.
فهاموا مثلما هام قايين قاتل أخيه هابيل،
يرافقهم حقد هائلٌ يتأكلُ قلوبهم العامرة بالشرِّ الوبيل.
وهذا الحقد المبيدُ كان يفري أكبادهم، ويزلزلُ عقولهم، فيردمها ترديمًا؛
وقد حاولوا بكلِّ ما لديهم من طاقاتٍ وإمكانياتٍ
أن يوقعوا بي شرَّ ما يعتملُ في قلوبهم السوداء.
ولكن محاولاتهم المُجرمة ذهبتْ أدراجَ الرياح،
ولم يستطيعوا أن ينالوا حتى من نعلي ما يشفي غليلهم؛
وقد سحقهم هذا النعلُ وأوقعَ بهم أضراراً فادحةً،
إذْ داس على أعناقهم بقسوةٍ هائلة،
فاضحًا ارتكاباتهم الوضيعة، مُذيعًا شرورهم الشنيعة؛
فتألموا ألمًا هائلاً، ونكصوا على أعقابهم خائبين خاسرين.
ومن ينصرُه الله لا غالب له.
فالحمد للهِ ربِّ العالمين.
في القطار الذاهب إلى نيويورك
الساعة التاسعة والثلث من صباح
7/3/1977