في القطار إلى نيويورك
في القطار إلى نيويورك
أنا في القطار الذاهبِ إلى نيويورك،
وقد صعدت إليه في الساعة التاسعة والنصف من صباح7/3/1977.
وها إني أجلس على مقعدي، بينما تجلس عن يميني فوته،
وعن يساري الأخ جوزف شكور.
نظرت من النافذة، فإذا بالجوّ قاتمٌ،
والغيومُ تسبحُ في الفضاءِ، حاجبةً أشعة ذكاء النيرة.
وكنتُ أرى الأشجار عاريةً من أوراقها في فصل الشتاء الكئيب.
كما كنتُ أشاهد المنازل والأبنية؛
فمنها الحديث، ومنها ما أكل الدهر عليه وشرب!
وقد جلس على المقاعد خليطٌ من الرجال والنساء؛
فبعضهم يقرأ الصحف، والبعضُ ساهم سادر،
وآخرُ يغطّ بنومٍ عميق.
وجلستْ ورائي كاعبٌ حسناءُ يحفها الحسن،
ويلفها الشبابُ ببردته القشيبة؛
فهي حسناء شقراءُ يحسدها البدر في عليائه.
إن ضجيجَ عجلات القطار تزعجُ الآذان،
والوقتُ يفرُّ فرارَ الزئبق الرجراج.
فتمنَّيتُ أن تمرَّ بسرعة الخاطر دقائقُ حياتي،
لتدنوَ ساعةُ مماتي.
في القطار الذاهب إلى نيويورك
الساعة العاشرة إلا ربعًا من صباح
7/3/1977