داهش والأنسان

وداع عام 1949

وداع عام 1949

أو عام حُزني العظيم على من ولدتني

إيه يا عام الشؤم المروع!

يا عام يا عام! لقد أذقتني اللوعة الرهيبة،

وأدخلت في أعماق فؤادي أحزانك المهيبة.

آه يا عام التعاسة الفائضة بالصاب والمكر والغسلين،

لقد أذقتني الألم المرير القاتل والأسى الشديد،

وسقيتني كؤوس الياس الطافحة بالحزن المُبيد.

نعم أيها العام! لقد أشعرتني باليأس العظيم

بعدما رحلتْ عني في خلال حكمك لأرضنا التاعسة

والدتي من أرتني نور الحياة.

آه كم تراني أتمنى الرحيل من هذه الأرض أيها العام القاسي القلب.

وكم أودُّ الانطلاق من دنيا الألم الى العالم الذي بلغت إليه من ولدتني.

أواه يا عام الشؤم! إنني أتمنَّى أن ينيلني الله بغيتي

فيأمر حاصد الأرواح أن يستلَّ روحي المُعذبة بمنجله السماويّ،

فيريحني من آلامي الهائلة وأوجاعي المتواصلة.

نعم نعم أيها العام التاعس! هذه هي أمنيتي، وتلك آمالي ورغبتي

بل وحلمي الذي تتوق إليه نفسي وتحن إليه روحي.

فهل تتحقق أماني وتتمّ أحلامي فأجتمع بمن أحبتني كيثرًا،

وضحَّت من أجلي كثيرًا، وبكت لأجلي كثيرًا،

وماتت حزنًا وألما على ما أصابني من عنتٍ وظلمٍ وإرهاق.

واويلتاه! وواتعساه!

فإنني لم أقم بما توجبه عليَّ البنوّة نحو اشرف الأمهات.

لقد قسوتُ عليها كثيرًا، واضطهدتها كثيرًا،

ولم أحنّ عليها في خريف عمرها وشتاء أيامها.

فسامحيني، سامحيني يا أمّاه،

فإن الندم يقطع كبدي تقطيعًا رهيبًا.

وليسامحني الله، وليجمعني بكِ قريبًا.

                                      بيروت، بعد منتصف الليل، الساعة 12

                                                          1/1/1995

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!