استقبالُ عام 1950
استقبالُ عام 1950
لكَ الله أيها العام الجديد.
هل لك أيها المولود في هذه اللحظة الرهيبة.
أن تنبئني ما تحويه جعبتك لي وللداهشية.
هل لك أن تخبرني ماذا يحتويه صدرك من أمور خطيرة تتعلَّق بي شخصيًا؟
هل لك أن تطمئنني عما ستطالعني به أيامك الزاحفة؟
هل لك أن تنير لي سبيلي الظالم المُظلم؟
هل لك أن ترسل قبسًا من أنوارك لتنير دياجير فؤادي الدامي؟
هل لك أن تبشرني بانقضاض صواعقك على أعدائي المُجرمين اللؤماء؟
هل لك أن تلقي عليهم أثقالك الباهظة فتهلكهم وتعصف بهم؟
هل لك أن تطلق أرواحهم الخبيثة من جنوبهم المُتخمة بالجرائم؟
هل لك أن تُبشِّرني بشارتك السارة هذه
فتفرح قلبي الحزين على فراق أحب نساء الأرض
على روحي الشقية لبعدها المرير عني؟
أما أنا فإني أصدقك أيها العام القول بأنني أصبحت لا أهتمُّ بالحياة،
وأُرحبُّ بالموت الذي بتُّ اراه كترياق الآلهة،
وأتمنى يوم انقضاضه عليَّ وانتزاعه لروحي الحزينة…
وإذا كنت أرغبُ في البقاء في رحاب هذه الدنيا الشقية
فذلك لأجل انتقامي من أعدائي الخونة العديمي الإنسانية
الذين تقضي واجبات العدالة بأن تُجتثُ أصولهم عدلاً وحقًا.
لهذا أترقبُ تلك الساعة الخالدة الفتنة لأودبهم تأديبًا رهيبًا جدًا.
قرَّب الله ساعة الانتقام منهم وجعلهم عبرةً لجميع مِلل البشر ونحلهم هذا هو حلمي؛
وتلك هي صلاتي في كل صباحٍ ومساء.
بيروت بعد منتصف الليل قبيل فجر الأحد
1/1/1950