قلقٌ صاعق
قلقٌ صاعق
وزحفَ القلق بجيوشه العرمرمية،
وراحت جنوده تطلق عليَّ نبالها الصائبة،
وانقضتْ صواعقها فاحتلت وجودي،
فإذاني كريشة في مهبِ الرياح الهوجاء،
تتلاعبُ بي مرنّحةً إياي شمالاً وجنوبًا!
وتكأكأت عليَّ البلايا وناشتني الرزايا،
وكشّر الهول عن أسنانه الحادة بوجهي؛
ثم وثب عليَّ فهرأ جسدي عضًّا وتقطيعًا!
والأهوال المُدمرة افترستني بقسوةٍ هائلة،
والذعرُ قطن في فؤادي التعيس الخافت الضربات،
والتصورات المُخيفة حملتني إلى عالم القلق الدجوجي،
فرحت أتخبط في سيري فيه على غير هُدى.
وناشتني نسور التخيلات الجهنمية،
ومزقت لحماني صقور الافتراضات الابليسية،
ويا لها من أفكار مُقضَّة للمضاجع، إنها شيطانية!
وأسرتني ظنونٌ مُفتلذة من جهنم النار المُتقدة؛
واذاني أسير جميع هذه الجحافل الساطانيلية.
لم ترحمني الأفكار المُتزاحمة المُتسابقة المُتلاحقة.
دمّرتني، هدّمتني، قوّضتني، لاشتني وأفنتني!
يا للهول! إن حياتي أصبحت جحيمًا تخافه الشياطينُ القاهرة،
والموت بتُّ أراه رحمةً كبرى، ليتني أنعم بفردوسه البهيّ.
فرحماكَ يا إلهي! رحماك يا خالقي وموجدي!
أبعدْ عني هذه الكوابيس الصاعقة المُدمّرة،
أو فاصعفني، فأُريح وأستريح!
الولايات المتحدة الأميركية
الساعة 12 من ظهر 4/10/1978