يا ليل
يا ليل
أيها الليلُ الأليل!
يا سميري في وحدتي، ومؤنسي في خلوتي،
ويا مُثير كوامن نفسي وحسّي.
أيها الدجوجي المُدلهم!
لقد استغل اللصوصُ والقتلة حلكتكَ،
فراحوا يتسترون بفحمتكَ،
ليقضوا مآربهم في دُجناتِ ظُلمتك.
وبناتُ الهوى رحن يتوارين وراء سواد جلبابك،
وانكببن على ارتكاب الإثم في أرجائك.
ما أشبهني بك أيها الليلُ الفاحم،
إذ أحتاطتني ظلمات كثيفةٌ دجوجية،
وقطنت في روحي آلامٌ سرمدية!
إن النجوم تنيرُ دياجيك أيها الليل!
أما أنا فليسَ من ينيرُ طريقي المُدلهم.
إن الأشواك تُدمي قدمي وتلتفُّ حول يديّ،
والعواسج احتاطت جسدي فمزقته بأشواكها المُرهفة.
وأنتَ أيها الليلُ لم تمُدَّ يدَ المساعدة لي،
فهل آملُ بالصباح لينقذني؟
لقد مات الأملُ في داخلي، فهل من يؤملني؟
ليس لي أمل بأيّ مخلوقٍ بشري،
فكلهم أعجز من أن يستطيعوا منحي هذا البلسم الشافي؛
ولكن الله هو ملاذي الأخير، وهو مُنقذي،
ومانحي راحة الفكر وراحة النفس.
نيويورك – فندق هلتون
الساعة الرابعة إلا ربعًا ظهر
17/3/1976