أمطار أمطار
أمطار أمطار
أمطار أمطار، في الليل والنهار
تراها مُتساقطةً بعنفٍ، وكأنها جيشٌ جرارْ
تنهمر من الفضاءِ بجبروتٍ، مُندفعةً بقوة التيارْ
جارفةً ما يعترضها، من كل واهنٍ أو جبارْ
أمطارٌ أمطارٌ
أمطارٌ أمطارٌ، تصحبها بروقٌ مومضة تخطفُ الابصارْ
تأتمرُ بأمر موجد البرايا، صاحب الجبروت القهارْ
تغمرُ السهل والجبل، تم تندفع برهبوتٍ منصبةً في الأغوارْ
ثم تُكملُ سيرها المُرعب لتصبَّ أخيرًا في الأنهارْ
أمطار أمطار
أمطار أمطار، دائبةٌ د,ن ما كللٍ عن الانهمار
فلا شمس طلعت علينا، وأشاحتْ بوجهها عنا الأقمارْ
واكفهر الجو، واغبر الأفقُ، وتساقطت الرجوم على الأشرارْ
وغيومُ الرعب طغتْ علينا لأننا قومٌ كفرةٌ وفُجَّارْ
أمطارٌ أمطارٌ
أمطارٌ أمطارْ، تجاوبَ صداها في كافة الأقطارْ
جابت عالمنا بقسوة، فتحطم من عسفها جبابرة الأشجارْ
وجمحت فشردتْ من زمهريرها وقرها معشرُ الإنس والكفارْ
وسمع صوتٌ رعديٌّ، فقال: أيُّها البشر سأطلعكم على سر الأسرارْ، بالإثم وُلدتم، وبالمكر والمُداجاة عِشتم،
وعند موتكم، سيكونُ مأواكم جهنّم النار، وبئسَ القرارْ!!
أمطار أمطارْ
بيروت، ليل 28/1/1969