أيَّتها الطائرة أسرعي بي
أيَّتها الطائرة أسرعي بي
أيَّتها الطائرة المُسابقة للرياح الجامحة!
أسرعي بي قدر استطاعتك.
اسرعي بي إلى عوالم مجهولة،
عوالم بعيدة، ولكنها سعيدة سعيدة!
أنقليني إلى عالمٍ سحري،
لا يعرف قاطنوه الأحزان، ويجهلون معنى الأشجان.
أنقليني، فقد أثقلت كاهلي متاعبُ الأرضِ وهمومها،
وأطلقتْ علي جيوش مآسيها، وطوقتني بغيومها.
فأسرعي بي، أيتها الطائرة الجبَّارة،
إلى جزيرة الأحلام السعيدة،
هناكَ حيثُ لا توجدُ رغباتٌ أرضية مُنحطة،
تنغمسُ في أقذارها الأرواح، وتتقلبُ في جحيمها النفوس.
أنقليني أيتها الحبيبة المُجنَّحة،
فقد تعبت روحي من قذارات الأرض التاعسة،
وباتت تنشد عالمًا آخر بعيدًا كل البعد عن الكرة الأرضية،
هذه الكرة الحقيرة المُفعمة بالآثام التي يرتكبها جميعُ الأنام.
أسرعي بي، أيَّتها الحبيبة، أسرعي،
وابلغي بي إلى جزيرة الأمل – مدينة السعادة،
موطن الهناء – أرض الأحلام – واحةِ السلام!
آه! ما أرغد العيش في ربوع تلك المدينة السحرية!
وما أتعس الحياة في أرضنا التافهة الشقية!
أرضِ الأسى والأشجان – وموطن التعاسة والأحزان!
كتبت في الطائرة المتوجهة من لوس أنجلوس إلى شيكاغو
في 5 أيلول 1969، الساعة 11,15 قبل الظهر