داهش والأنسان

تمثال الحرية

تمثال الحرية

أيها التمثال العظيم!

يا رمز الحرية!

والحرية معشوقة شعوب الارض طرًا،

بيدك الجبَّارة ترفع مشعلها،

هذا المشعل الأبدي النور!

يا من اصبحتَ أشهر من نارٍ على علم!

ألا تعلم بأنك أخطأت باعطائك الجميع الحرية التامة،

دون أن تُقيدها ببعض القيود الضرورية؟!

لقد أبحتها حتى للزنجي، والتركي، والعربي، والعجمي،

ولجميع من يقطنُ في المدينة التي تنتصبُ فيها.

لكن الضرر كان واضحًا من وهبكَ الحرية

للغادات الناعمات الغاديات الرائحات.

لقد خلعتَ عليهن رداءك العظيم،

فهرعن وخلعن بدورهن ثيابهن،

ارأيتَ أيها التمثال العظيم

أن الحرية يجب أن يكون لها قيد يصونها

كي لا تفقد معناها!

لقد تلوثت هذه الحرية بعدما لطختها أفعالهن.

وثق بأن نهر الهدسُن نفسه

لأعجز أن يستطيع غسل ما التصق بالحرية،

ورفع الأدران والأوشاب التي امتزجتْ بهذه الحرية

امتزاج الروح بالجسد!

ويا أيها التمثالُ الشهير! أشهر سيف نقمتك،

واضربْ به الخارجين والخارجات

عن طريقك القويم وصراطك المستقيم.

وقوم اعوجاجَ من سولت لهم نفوسهُم السير بطريق الباطل،

يا أيه المانحُ النعمة لملايين الملايين.

ايها التمثالُ الجبَّار المُنتصب كالقدر المهيب!

دعني أكون سوط نقمتك، لأسوط به اللواتي اسأن إلى حريتك.

ودعني أرفع هذا السوط نقمتك، لأسوط به اللواتي أسأن إلى حريتك.

ودعني أرفع هذا السوط وأخفضه على أقفيه المُخنثين

من رجال هذا العصر وخنافسه الحقيرة؛

فالخنفسة تستحقها النعال،

ومن تخنفس حاقت عليه اللعنة،

فأصبح بحاجة للنعل كي يؤدبه ويقوم اعوجاجه،

فيعود، إذ ذاك، صوابه اليه.

وداعًا ايها التمثالُ العظيم! يا رمز الحرية العظيمة

التي تتوقُ اليها نفسُ كل بشري يقطنُ في هذه الغبراء!

وداعًا.

                                                                   نيويورك، في 18 أيلول 1969

                                                                             منتصف الليل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!