دعاء
دعاء
أيها الخالق الجبَّار!
إنني أنحني بخشوع أمام سُدتكَ الإلهية،
ضارعًا إليك بأن ترحم ضعفي البشري، فتمحو آثامي.
إن الرغبات والميول التي تتصارع في داخلي لرهيبة.
واصطراع الخير والشر في نفسي يؤرقني ويكدر أيام حياتي،
فآنا ينتصر الخير ويرفع رايات نصره مُبتهجًا،
وحينًا يبطش الشر بهذا الخير ويقوده مكبلاً أسيرًا!
وأنا بينهما حائرٌ تائه،
فأسرع لاستجير بك كي تنقذني.
أنا ضعيفٌ كل الضعف يا الله،
ومنك أستمدُّ قوتي.
إن جبروتك وعظمتك يبدوان في الجبال التي كونتها،
وفي الأرض الممتدة التي بارادتكَ أوجدتها،
وفي المحيطات التي تتلاطمُ أمواجُها مُصطفقةً ليل نهار،
مُنشدةً نشيد الشكر والامتنان لخالقها المُهيمن!
والطيور ما تغاريدُها الا لحمدك والتسبيح لقدرتك!
ورمالُ الصحارى تشدو وتردِّد أغاريد ألوهيتك!
والشمسُ الضاربةُ بأنوارها كرتنا الأرضية
إن هي إلا ومضة من وميض مشيئتك الإلهية العجيبة!
إن جلالك ايها الخالقُ السرمدي تهابه جميع مخلوقاتك!
فالآساد تجثو بخشوع فائق، وتغفر وجوهها تحت أقدامك!
والنمورُ الضارية تعنو بجباهها للحضيض أمام جلالك!
وجميع مخلوقات العوالم المعروفة والمجهولة
يبهرون حيال سنائك!
إن عفوك، يا خالقي، لا نهاية لهُ،
وحلمكَ يشمل جميع العوالم التي نعرفها والتي نجهل كل شيء عنها،
ومراحمك لا تحدُّها شطآنُ العوالم التي كونتها ألوهيتك،
فاعفُ عني يا الله، وارحمني أيها المكوّن وامحُ آثامي
ودعني، بعد انطلاقي، أتمتع بأنواركَ الإلهية،
حتى أبد الآبدين.
جنيف (سويسرا)، في 7 تشرين الأول 1969
والساعة 8,30 صباحًا