إلى الشهيدة الراحلة
إلى الشهيدة الراحلة
ذكرتكِ يا ماجدا الراحلة ففاضت دموعي!
ذكرتكِ أيتها المُتفانية بعقيدتك فهمت عبراتي!
ذكرتُ صباكِ الغض ووسامتك المُحببة فحزنت روحي.
ذكرتُ مواقفكِ الصلبة الصلدة ضد من اضطهدوني،
فأكبرتُ فيك إيمانك الذي لا يتزعزع.
ذكرتُ براءتكِ وكأنك طفلٌ لم يتعدَّ الخامسة.
ذكرتُ بسمتكِ التي كنت تقابلينني بها، وإذا بالأسى يغمرني.
ذكرتُ تلهفكِ للقائي، فقلتُ: تبا لكَ ايها الردى ما أصلدَ فؤادك!
ذرتُ انطلاقكِ عني وأنتِ ما تزالين في شرخ الصبا وإبان الفتوة!
وإذا الأرضُ تدور بي وكدتُ أن أفقد صوابي!
ذكرتُ كل ذلك ولكنه قد مضى وانقضى.
وقد مر منذ ولوجكِ العالم الآخر ثمانية وعشرون عامًا! واحر قلباه!
إن عجلة الزمان لا تتوقف يا ماجدا المُفدَّاة.
إنها دائبة الدوران، ولا من يستطيع إيقافها.
فلتمض الأيام ولتتصرم الأعوام،
ففي تصرمها تصرم لحياتي،
وفي فنائها فناءٌ لوجودي المادي،
علني ألتقي بكِ في عالم الروح
عندما أصبح روحًا مثلك.
وإذ ذاك لن أنفصل عنكِ
طوال العصور والأدهار!
مدينة زاكوباني البولونية، في 2 تشرين الأول 1972
الساعة الثامنة و10 دقائق صباحًا.