داهش والأنسان

إلى ماجدا

إلى ماجدا

هل تنظرين زرقهَ السماء الصافية؟

إنها مُستمدة من زرقة عينيكِ الوسنانتين!

هل تشاهدين شقائق النعمان بألوانها القانية العجيبة؟

إنها مُستمدة من شفافية شفتيكِ!

هل ترين النسيم العابث بمختلف الأزهار النضرة؟

إنه يمثل تنهدات قلبك الرقيق!

أتنعمين النظر بهذه الطبيعة السندسية الرحبة؟

إنها صدى أحلامكِ وأمانيك الضاحكة!

أتُطيلين النظر إلى ذلك الغصن الأملود؟

إنه مُستمدٌّ من قوامك اللدن الفتان!

هل تنظرين تلك الزنبقة الناصعة الطروب؟

إنها تمثل جمال يديك اللطيفتين!

أتختلسين النظر إلى قرص الشمس المتوهِّج بالنور الإلهيّ؟

إنه إشراقُ وجهكِ السماوي الأخاذ!

أتسمعين تغاريد البلابل  على أفنان الأشجار الغيضاء؟

إنها صدى ضحكاتكِ الطروب!

أتسيرين بتؤدة وسكون، وروعة وجلالٍ، بين الغياض والأرباض؟

إنه فصل الربيع الموشى بالخيرات!

أتبسمين فرحًا وطربًا؟

إذنْ، فقد تضوع الزهر، وعبقت الورود لبسمتكِ الفتانة!

هل تُنصتين إلى خرير الجدول الرقراق؟

إنه يمثل وقع صوتكِ الناعم في القلوب العطشى للإصغاء إليه!

أتحلمين بحورية الجنان الدعجاء المكحولة الطرف؟

إنها أنتِ يا أمنية روحي الوحيدة!

أي غادة الأحلام والرؤى!

أنتِ آيةُ الله في أرضنا الشقية!

بعثتكِ كي تكوني متعةً للنواظر الكليلة!

وبلسمًا للقلوب الجريحة من طعنات حراب هذه الأرض التعسة!…

                                         بيروت، صباح 23 كانون الأول 1942

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!