داهش وعوالم الفراديس

سأبحثُ عنكِ في الأرض والسماء

سأبحثُ عنكِ في الأرض والسماء

                                  مُهداة للحمامة الذبيحة (ماجدا حداد)

سأبحثُ عنكِ في حدائق الورود،

وفي بساتين الزنابق الناصعة البياض،

وفي مروج شقائق النعمان القانية اللون،

وفي الغابات ذات الأشجار الباسقة،

وفي الأدغال التي تختلط فيها الحشائش بالأزهار الوحشية،

وفي الأودية حيث يختبئ البنفسج الحيي بين الصخور الداكنة،

وسأتجول بين البحيرات، علّي أجدُكِ أيها الجنية الفاتنة،

وسأرتقي قمم الجبال الشامخة باحثًا عنكِ يا عروس أحلامي وأماني،

وسأخوض الأنهار علّي أجدُكِ تتحدثين مع عروس نهرٍ ساحرة المفاتن،

وسأقتحم الحصونَ المنيعة،

علَكِ تمتنعين عن دنيانا وراء أبوابها المحصنة،

وسأشقُّ أمواج الأوقيانوس العظيم لعلّي أجدكِ مع عرائسه الفاتنات،

وأنتِ تُنشدين معهنَّ أناشيد حبكِ وهيامكِ بي.

وسأسال عنكِ طيورَ الغاب علَّها تعرف مخبأكِ النائي.

وسأتوسَّل إلى فراش الحقول أن تُنبئني إذا كنتِ ضيفتها المكرَّمة،

وسأصعد إلى الفضاء، إلى النجوم، إلى الكواكب النيرة،

وسأتجاوزها إلى المجرة، إلى السُدُم، إلى العوالم الممنوعة،

وسأطرقُ باب جنة النعيم، ثم أدخلها عنوةً،

وهناك سأجدكِ، ياأحلى أماني وأبهى تصوراتي وأروعها!

نعم سأجدكِ – دامعة العين، خافقة الجنان،

لأنكِ انتقلت إلى عالم الخلود دون أن أكون برفقتكِ.

وها قد هرعتُ إليك، أيَّتها المخلوقة السماوية، ووجدتُكِ.

وسأضمُّك إلى صدري، وأطبع قبلة (مولَّه مُدّلَّه)

على ثغركِ الإلهي العجيب،

وسأمكثُ معكِ مدى الآجال والآزال.

آه، ما أسعدني بلقائك يا أحبَّ إليَّ من روحي!

                                                بيروت، 13/1/1974

                                                الساعة التاسعة صباحًا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!