داهش والأنسان

إلى طنجة بالطائرة

إلى طنجة بالطائرة

أنا في الطائرة المُحلِّقة،

والذاهبةِ بنا إلى (الدار البيضاء)، ثم إلى طنجة بالمغرب.

وقد اعتلت الفضاء في تمام الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثالثة والعشرين.

أما مقاعدها الستة والثمانون، فقد كانت ملأى بأكملها بالمسافرين،

سواء الدرجة العادية أم الأولى.

وها إني أجلسُ في مقعدي وبجواري رياض.

نظرتُ من النافذة، فإذا بالشمس قد غمرت البطاح بأنوارها الذهبية،

وكأنها بساط الآلهة في عروشها السرمدية.

والبحرُ أُشاهدُ زرقة مائة عند نهاية اليابسة،

هذه اليابسة المُمتدة التي أراهَا من النافذة المستديرة.

الأخاديدُ تملأُ رقعة الأرض اللانهائية،

وطبيعةُ الأرض صخرية،

فحينًا أراها شقراء، وأحيانًا محمرة،

وطورًا صفراء بلون الذهب، وتارة سوداء،

وقد امتزجتْ ألوانُ الأرض المُنسبطة بعضها ببعض،

فكونتْ لوحةً فنية رائعة بفتنتها.

وحاولت أن أُشاهدَ نبتةً ما،

ولكن كنتُ كمن يبحثُ عن شيء لا وجود لهُ.

السماءُ صافيةٌ لا غيوم سابحة فيها،

اللهم إلا بعض الغيوم البعيدة،

وهي جاثمة بعلوها قرب الشاطئ،

وكانت مكوَّمةً وقد تسمَّرت بأماكنها؛

تُرى هل أخذ الهواء إجازةً في هذا اليوم؟!

وإلا لماذا لا تتحرك هذه الغيوم الناصعة من أماكنها؟

وعلا ضجيج المحركات وأسرعت الطائرة

نحو مدينة كازابلانكا التي ستبلغها بأربعين دقيقة؛

هذا إذا لم يقع لنا مكروهٌ ما.

أما إذا سقطت بنا، فإنني إذ ذاك:

أُرحبُ بدخولي لعالم الروح،

وولوجي لديار النقاء،

والطهر والصفاء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!