داهش والأديان

حزينة هي نفسي

حزينة هي نفسي

نفسي حزينةٌ،

وكآبةٌ لا نهائية تلازمني ملازمة الظل،

وشعورٌ بالأسى احتلَّ كياني،

والشجنُ امتزج بنفسي امتزاج الروح بالجسد!

كل ما تراه عيني أراهُ قتامًا!

ولا شيء يبهجني، ولا شيء يبعث النشوة في نفسي.

إني أرى الدنيا بسعتها أضيق عليَّ من سُمِّ الخياط!

فالمروج الضاحكة بأزهارها الفاتنة لا تثير في روح المرح،

والغابات ذات الأشجار السامقة لا تعني لي شيئًا،

والطيور الصادحة على الأفنان لا تثير في وترًا حساسًا واحدًا،

والجبالُ الشامخة نحو بروج السماء لا تثير انتباهي،

والبحر الممتد إلى ما لا نهاية لا آبه بجبروت أمواجه.

كل ما تقع عليه عيني لا يحمل لي إلا الكآبة الخرساء!

إن الحزمن قد قطن في روحي واستقر في أعماقي؛

فمهما مضت الأيام، وتصرَّمت الشهور، وأبيدت الأعوام…

ومهما حدث فيها من أفراحٍ زائفة أو انقضت عليها الأسقام،

فإن نفسيتي ستبقى هي هي، دون أن يعتورها أي تغير.

فمري أيتها الأيام، وانكفئي أيتها الأعوام،

فبفنائك فنائي، وباندثارك اندثاري.

آه! ما أشد كآبتي النفسية العميقة!

وما أرهبَ أحزانَ روحي الشقية!

                                                   طنجة، الساعة السابعة

                                                   من صباح 31 آب 1976

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!