أيها البدرُ حقق رجائي
أيها البدرُ حقق رجائي
أيها البدرُ المنير!
أرسل قبسًا من إشعاعك الباهر وأنر لي طريقي،
فقد اكتنفتني الظلمات المُدلهمَّة،
فتخبطتُ في دربي الدجوجي المُرعب،
وتُهتُ عن الطريق القويم،
وإذا بي أجدُ نفسي بداخل غابٍ كثيف الأشجار،
مجهول المسافات؛
تسرحُ في هذا الغاب المُخيف ضوارٍ مكشرة الأنياب،
وتمرحُ فيه الثعابين السوداء يقطرُ السمّ من أنيابها المُسنَّنة،
وتجوبُ فيه الذئاب المُفترسة،
وتقبعُ بين صخوره الضباع منتظرة فريسةٌ ما،
كي تشبع جوع بطونها الخاوية.
فرحماك أيها القمر المُختال في فلوات السماء اللانهائية،
أيها القمر المُنير!
برد ظلمات هذا الغاب الوحشي المُخيف؛
فأنوارك الباهرة تطرد هذه الوحوش الضارية.
إنَّ أشعتكَ النوارنية
تدعُ الذئاب المُهتاجة تفرُّ من أنوارك الساطعة البهية؛
وكذلك أستطيع أنا بواسطة هذه الأشعة الرائعة،
أن أهتدي إلى الطريق السوي،
فأسير فيه حتى أصل أخيرًا إلى محجَّة الصواب.
رُحماك أيها البدر المنير!
ألا تسمع نداءَ فتىً حزين
طوحتْ به الأقدار،
فاحتمى بك؟
أنت يا رسول السماء!
ويا قنديل الآلهة العظام!
ويا حبيب الفضاء وربيب السناء!
والمُتبختر في صفحة السماء بهناء!
اسمع ندائي واستجبه،
فقد ملَّت روحي البقاءَ في أرض الشقاء،
وباتت ترجو الانطلاق،
كي تبلغ عالم السعادة والبهاء.
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة 4 من فجر
14/11/1976