داهش والطبيعة

أيُّها القمر

أيُّها القمر

أيُّها القمر!

يا بدر!

أيُّها السابحُ في أوقيانوسات الفضاءِ اللامتناهي!

ايها المتوهّج بالنور المُبدع،

أيها المُشرق في قبة الفضاء الشاسعة!

أيها الكوكبُ المُستدير الوجه، الرائعُ المفاتن!

إن استدارتكَ تذكرني باستدارة وجه آسرة قلبي ولُبِّي.

إنها فاتنة مثلك أيها القمر الفاتن،

وهي رائعة كروعتكَ المثالية.

ليتك ترسل أسلاكًا من أنواركِ المُتوهِّجة

على من اصطفاها قلبي ليزداد تألقها تالقًا ووهجها توهجًا.

والغيوم، الغيومُ التي أرها تحتاطُك إحاطة السوار بالمعصم،

أتمنى لو تُخيطني مثلها بذراعيها البيضاوين

تلك التي اصطفتها روحي.

وعندما تينعُ الورود، وتتيه زنابق المروج زهوًا وخُيلاء،

وبعدما يسبحُ اللينوفار فوق مياه البحيرات

الهاجعة في الغابات الظليلة،

إذ ذاك أتوسَّد صدر فاتنتي الدعجاء،

وأبثّثها ما فعلهُ حبُّها بفؤادي،

ثم استغرقُ بنوم عميق،

وأحلُمُ أنني ارتقيتُ برفقتها بروجَ السماء،

حتى نبلغ موطنك الموغل في البُعدِ عن عالمنا الأرضي؛

وهناك أقومُ على عبادتها أبدَ الدهر.

                                                بيروت الساعة 8 مساءً

                                                تاريخ 1/9/1974

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!