وحيدًا في البوادي
وحيدًا في البوادي
ذهبتُ إلى الوادي.
وهناك كنت أنادي.
فإذا بجمهرةٍ من الأعادي.
فقلتُ: لله! إنه يوم حدادي.
ورجوتُ الباري أن يقيني العوادي،
وأسرعتُ بالتواري والتعبُ عليَّ بادِ.
وإذا بي أُشاهدُ ناقةً يمتطيها حادِ،
ووجهتُه عكس سيري فمِلْتُ إليه أُنادي.
أدارَ ناقته نحوي، وكانتْ سرعتُها في ازديادِ.
اقترب مني فأعلمتُه بخوفي وأعلنته مُرادي:
– هم يبغون قتلي وإلحاقي بآبائي وأجدادي.
تبًّا لهم من خونةٍ، هُمْ صغارُ النفوس حسادي.
فإذا ساعدتني عليهم، فأنا لصنيعك شاكرٌ وشادِ.
أجابَ: حبًّا وكرامةً، والآن تناولْ من زادي.
وشبعنا، فأردفني وراءَه وجعلنا نُغِذُّ السيرَ في الأنجاد.
وأخيرًا وصلنا حيث أبغي إذ أشرفنا على الوادي،
وشاهدنا شرذمةَ القتلة متسربلين بالسوادِ.
مدَّ يده فإذا كلٌّ منهم يصيحُ بذعر: هذا هو جلادي.
صعقهم، فإذا هم أمواتٌ، فعرفتُ بأن رفيقي هو الفادي.
وحلَّقَ بناقته نحوَ الأعالي فمكثتُ وحيدًا في البوادي.
بيروت، الساعة السادسة مساءً في 9/1/1975