تشاؤم
تشاؤم
سئمت نفسي البرايا.
فمنذُ شببتُ عن الطوق حتى يومي هذا،
لم أرَ منهم إلا كل مُبتذلٍ ورخيص.
فمتبتلهم هو الذئبُ بثوبه الديني المزيف،
يتظاهرُ بالتقوى وهو الوحشُ المُتحفز للولوغ في دماءِ ضحيته،
فكيفَ بالعادي من أبناءِ البشر المُخادعين؟!
لقد جُبتُ الشرق والغرب،
فإذا بأبناءِ هذه الغبراء
هم هم برغباتهم الدنيوية،
وبأطماعهم الأشعبية.
قويُهم يعتدي على ضعيفهم،
ينتهزُ الفرصة لينشبَ أظافره بعنق ضحيته.
لا رحمة في فؤاده ولا شفقة في قلبه الصلب الصلد.
فكيف لا تسأمُ نفسي هذه الدنيا بما ومَن فيها؟
وكيفَ لا أطلبُ الانعتاق من كرتنا المُثقلة بالمعاصي،
والغارق فيها كلُّ قاطنيها، بالشرور الطافحة حتى النواصي؟
ربَّاه! ضع حدًّا لحياتي وأدنِ مني ساعة مماتي،
فكفاني ما لاقيتُهُ من أهلها الأشرار وقاطنيها الفجار.
أوّاه! ما أرهب الحياة في أرض البشر!
وما أهنأها في عالم الروح،
عالمِ النقاء والصفاء!!
بيروت، الساعة 3 ونصف بعد الظهر تاريخ 26/1/19075