داهش والطبيعة

العصفور السجين

العصفور السجين

سجنوك أيها العصفور الصغير،

ووضعوك في قفصٍ حقير.

ولو كنت أسد لهابوك.

أو فهدًا لخافوك،

أو نمرًا لكنتَ أفترستهم قبل أن يفترسوك.

ولكنك عصفورٌ لطيف مهيضُ الجناح،

فلماذا يظهرون بطولتهم عليك؟

إنهم أجلافٌ قُساةُ القلوب.

ومثلما قال أبو العلاء المعري لأكلة الفروج:

“لقد استضعفوك

فذبحوك وأكلوك،

ولو كُنتَ أسدًا لتأبوك”.

إن الغابَ حن لاغاريدك،

والدوح الباسق اشتاق لصدحك،

والورود البرية سمعتها تناديك،

وهي تلاطفك وتناغيك.

وأنتَ، أنت سجين قفصك اللعين،

لن تستطيع الذهاب إليها.

واهًا لك يا عصفوري الحزين!

لقد ذاب شحمُك،

واضمحل لحمك،

لشدة حزنك.
وكأني بك ترفع صلاتكَ لخالق البرايا،

طالبًا منه أن يفك أسرك،

ويمنحك حريتك،

لتعود فتطرب الغاب بعذب صدحك.

وإذ ذاك تطربُ الحقول وتنشي الورود،

وتثمل الطبيعة من نشوتها الفائقة لعذب أغاريدك.

                     بيروت، الساعة الثالثة فجرًا 5/2/1975

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!