داهش والطبيعة

ليلةٌ ليلاءُ مُهيبة

ليلةٌ ليلاءُ مُهيبة

                          

وزلزلت الأرضُ زلزالها،

وأخرجت من الأعماق أثقالها،

فتردَّمت الجبالُ وتقوضت إذ دُكت دكًّا عاصفًا،

وإذ بريح عاتية تهبُّ فتعصفُ بالأشجار وتحطمها تحطيمًا.

وتبعها إعصار مُدمِّر مُخيف اقتلع جبابرة الصخور الراسية

وحطَّمها تحطيمًا تامًا.

وابتدأت الأمطارُ تنهمرُ انهمارًا جبارًا لا يُبقي ولا يذر.

واحتلَّت جيوش الليل السهول.

ودثرت الآكام بوشاحها المُظلم.

فإذا بالأرض وقد استحالت إلى ظلمة دجوجية رهيبة.

وانطلقت الأشباحُ من مكامنها،

فبثت الرعب والهول في قاطني أرض الشقاء.

وكانت صيحاتُ اليتامى وبكاءُ الأيامى العنيف

يبعث الرعب في القلوب.

وفجأةً اجتاح الأرض زلزالٌ مُقوض جعل أسفلها عاليها،

وطغى البحر فأغرق الأرض بمن فيها.

وهكذا انتهى دور الأرض إذ أصبحت بلقعًا خرابًا

وقفرًا يبابًا.

                           بيروت، الساع السابعة تاريخ 7/2/1975

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!