داهش والأنسان

يدي المُمزقة الشرايين

يدي المُمزقة الشرايين

أيْ يدي المريضة منذ 21 يومًا،

ناشدتكِ الله، يا يدي الممزَّقة الشرايين والمُصابة بالكسر،

لقد كنتِ، قبل هذا الحادث المروع، قوية نشيطة، ذات عزمٍ وحزم،

تهوين بجبروتٍ صارم على هدفكِ فتمزقينه،

وتتبدَّد شظاياه شذر مذر؛

والآن، وهنتْ قوتكِ أيتها القبضة، وتلاشت عزيمتك،

وخارت قواك فأصبحت شلوًا لا نفع منه على الإطلاق؛

تصدمكِ أتفهُ التوافه فيشيع الألمُ بأطرافك،

والأصابع أصبحت كخشب السنديان الذي لا يُلوى،

والشرايين والأعصاب تمزقت لهول السقطة المزلزلة،

وقد حُبِس الدم عن ثلاثة أصابع فلم تعد تشعر حتى بوخز الابر والدبابيس

وفي الليل… يا لليل وأهواله على يدي، إذا اصطدمت بشيءٍ في أثنائه

فعند ذاك يبتعد الكرى عن أجفاني.

وعندما أستيقظ صباحًا،

أجدُ يدي كالخشبة الصلبة لا أستطيع لأصابعها تحريكًا.

والأطباء… يا للتسعة الأطباء الذين عادوني،

فكلٌّ منهم له رأيٌ يختلف عن رأي زميله!

فذاك يقول: بمعصمكَ كسر.

والآخر يُفند قوله بأنه  شعر وليس كسرًا.

والثالث يخالف رأي الاثنين فيقول: لا شعر ولا كسر.

والرابع ينصحني بأن أضع حولها الجفصين،

والمشعلاني يُفتي بعدم وضع الجفصين قطعًا،

والسادس يؤكد أنه يوجد كسر في عظمه الـ (Scaphoide)

التي تدع مفاصل اليد تتحرك.

والسابع يُصرّ على أنه يجب أن تؤخذ لها صورة ثانية بالأشعة.

والثامن يقول: يجب أ، تُجفصن طوال شهرين كاملين.

والتاسع يقول، ويا للهول إذ يقول:

يجب أن تشقّ اليد ويُدخَل في الشريان آلة رفيعة حادة،

لأنّ الدم لا يسري من العرق الرئيسي إلى الأصابع فيُجمدّها.

حقًا، إنها حيرة… وأيّة حيرة…

لتضارُب أقوال الأطبّاء الأذكياء!…

وبين حانا ومانا ضاعت لِحانا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!