إلى فادي الأنام
إلى فادي الأنام
أيها السيد المسيح!
يا سيد المجد الخالد و الحبِّ اللامتناهي.
يا رسول الله و كلمته السامية.
يا معدن الصفاء و ينبوع النقاء.
يا من بذلت دمك الطاهر فداءً لخلاصنا.
يا من تألمت لأجلنا كثيراً، و أحببتنا الحبّ كلّه.
يا من يتغنَّى الكون باسمك،
و تشدو الملائكة في السماء لظلّك.
يا سيد الأرواح النقية، و أبا النفوس التقيّة.
يا من علمتنا الفضيلة، و غرست في نفوسنا بذور الوفاء.
يا من ضحَّيت بكلِّ شيء كي تستحق السعادة الأبدية.
يا من كانت سيرتك نبراساً لنا يقينا العثرات.
يا من طارده الكهنة الفساق و الأحبار المُجرمون.
يا من نادى في صحراء هذا العالم، فردَّد الكون صداه.
يا من تجاوبت أصداء تعاليمه في جميع العوالم معروفها و مجهولها.
يا من ذاعت كلماته الطاهرة في مشارقِ الأرض و مغاربها.
يا من انتشلنا من هوة الجريمة و الإثم و دياجير المنايا الرهيبة.
يا من قادتنا تعاليمه الصادقة إلى الينابيع الإلهية السرمدية.
يا من تتغنَّى الأكوان باسمه، و تردّد الكواكب أمثاله.
يا من طوى( العهد القديم)، و نشر( العهد الجديد).
يا من تألم على الصليب لأجلنا، و هو وضاح الجبين، باسم الثغر!
يا من افتدانا ينبوع دمه الزكي القاني.
يا من تحنُّ إليه جوارحنا بعد مغادرتنا عالمنا الحقير الفاني.
يا من نضرع إليه أن يبعث إلينا بقبسٍ من انواره الإلهية،
كي يسدِّد خطواتنا نحو طريق النور و الحق و اليقين،
فنسعد بعد انتهاء حياتنا القصيرة الامد،
و نرتقي حيث العوالم العلوية الفتانة،
هناك حيث نحيا تحت ظلِّ المسيح ( الفادي)،
نشدو مع الملائكة الأطهار،
و نرنم ترانيم الغبطة و الحبور على القيثار.
و من تلك الأعالي الفياضة بالسعادة الشاملة،
ننسى تلك الدموع و الأحزان التي خلفناها وراءنا
في عالم الطلاح المغمور بالشقاء و الأتراح.
بيروت، مساء 25 كانون الأول 1942