دعاءُالفجر
دعاءُالفجر
الفجر يردد الحمد لخالق الأكوان و رافع السماوات!
و الطبيعة ثملى أمام صنع العليّ مُوجد كل شيء من لا شيء!
و البحر الشاسع خاشعٌ امام عظمة القدير المُهيمن!
و السحاب الأبيض يمخر في أوقيانوس الفضاء اللانهائي بإعجاب!
و الأشجار الغضَّة الغيضاء ترتعش رعشة الخشوع!
و ابتدت الورود الجميلة تستيقظ من سباتها و ترفع صلاتها لمُوجدها!
و غردت الطيور، و هي جاثمة على أفانها، أغاريد الشكر الصادق!
و صدح بلبل بصوته الأخاذ، داعياً الجميع للتأمل بقدرته تعالى!
و هدلت الحمائم، و ناحت اليمائم، على باسقِ الدوح ،
و راحت تنشد و تنشد!
و استيقظت الطبيعة بأسرها،
بعد سباتها العميق في ظلمة الليل البهيم!
فخشعت نفسي، لروعة ما شاهدت!
و جثوت على ركبتيّ، ضارعاً إلى ( الله)، جُلَّ جلاله،
أن يكلأنا بعين عنايته الساهرة التي لا تنام،
و ان يغرس فينا روحاً جديدة سامية،
كي نسحق بواسطتها ميولنا الوضيعة الدنيئة.
اللهم!… استمع لصلاتي واستجبها،
أنت يا أرحم الراحمين.
بيروت، صباح كانون الثاني 1943