رسالة إلى خليل معتوق
طلب من خليل معتوق أن يأخذ قطعة من الورق الأبيض، و يضعها مطوية في يده؛ ففعل.
و هنا نظر الدكتور داهش إليه، و قال له:
– افتح ورقتك.
ففعل.و إذا بورقة خليل معتوق قد كتب عليها هذه الرسالة الروحية الجليلة المعنى.و هاهي:
رسالة إلى خليل معتوق
أيها الخليل،
كل شيء سيؤول إلى الزوال و العفاء فالفناء.
فالأعمال النبيلة، والاتجاهات السامية،
و السير على الطرق المثلى واتباع الفضيلة،
و البتعاد عن الرذيلة،
و مساعدة البؤساء، و العطف على اليتامى،
و مؤاساة الأيامى،
و البر بمن يستحق من أفراد البشر،
و مد يد العون لكل بائس،
و الإرشاد إلى طريق الحب و الوفاء و السلام،
و الابتعاد عن مواطن الجرائم و الآثام،
ثم التعبد والتهجد و التوسل لمعرفة الحقيقة الخالصة،
دون ما غاية تبينها الرغبات ،
و تقوم على أسس النزعات،
و التجاه نحو السماء، نحو الضياء،
نحو غاية الغايات، نحو الله عز و جل و تعالى-
هو ما يكتب له الخلود،
و هو ما يسجل في سجل السماء، لا في صفحة الوجود.
فالإنسان المسكين بينما هو موجود إذا به مفقود.
فسر على تعاليم السامية تحصل على ما تبتغيه.
و يعطى لك ما أنت تود سرعة إنجازه،
و أكمل الجلسات الروحية،
فتكسب الحياتين الأرضية و السماوية.
وداعاً، و إلى اللقاء.
ناحوم