يا الله
يا الله
من اعماق روحي أرفع ضراعتي إليك كي تستجيبها،
لأنني أصبحت غريباً ، مُضطهداً، مرذولاً، هائماً على وجهي.
الجميع يطاردونني… و الجميع يطلبون هلاكي.
في غمرة الحزن المُنبثق من فؤادي الحزين،
أدعوك كي تأخذ بيدي.
في منتصف الليل الباسط سلطانه الرهيب على الأرض،
أطلب يد معونتك.
بانتحابٍ صارخ أجثو امام موطئ عرشك القدوس لتنتشلني.
بأوجاع نفسي الكئيبة أتقدم امام سدَّتك الإلهيّة لترأف بي.
بدماءِ عينيّ المُنهمرة ليل نهار،
أطلب عفوك و صفحك الإلهيين.
لقد أجرمت يا الله!..
و انا عالم بانني أستحقّ على جريمتي أرهب القصاص.
لم أسر حسب وصاياك السامية،
و لم تعف نفسي عن ارتكاب الموبقات.
و بهارج الفانية فتنتني فأبعدتني عن طريقك المُقدس.
و انحرفت بقلبي عنك…
لهذا أصبحت أستحق هذا الجزاء الصارم.
أنا أستحق غضبك، يا رب الأرباب،
و لا أستحق حلمك، يا موجد الكائنات!
و لكنني أخفض هامتي و أصمت عن الكلام؛
لأن قلبي يرفع إليك ندامته الحقيقية بحزنٍ و مرارة،
و روحي تسجد لألوهيتك السرمديّة،
و هي تطلب حنانك و غفرانك.
آهٍ!..ما أكثر مراحمك يا الله!!…
داهش
حلب، 21 أيلول 1944