داهش والموت

ذكرتُك وَأذكركَ وسَأذكرك

                           ذكرتُك وَأذكركَ وسَأذكرك

أُندبيه يا عروس الإِلهام اندبيه ،

فقد رَحَلَ عنَّا ، ولن تكتحلَ عيوننا بمرآه بعد اليوم .

أُندبيه يا ربَّة الشِّعر وارثيه بحزنٍ ومرارة ،

فقد غربَتْ شمسُهُ لتُشرق في عالمٍ آخر فتَّان .

ويا فتيات الفراديس ، استقبلنه بالدفوف والمزامير ،

واغمرنه بالورود الفاتنة وشتَّى أنواع الأَزاهير .

وأنتَ أَيُّها الخافق التعس ، ابكِهِ بحرقةٍ ولوعةٍ كبرى ،

فلن ترى له مثيلاً ، ولن تجد له نظيراً ،

فاندبيه وارثيه يا روحي الحزينة .

رَحَلَ عنِّي فحلَّت الأحزان في ربوعي .

غابَ عن عينيَّ ، فإذا بالأشجان تحتلُّ روحي .

ويلاه ! وهل الميت لا يعود ثانيةً إلى أَحبَّائه ؟!

ربَّاه ! وهل ينسى المُسجَّى أَحبَّ خلصائه ؟!

إنَّ الموتَ لمرعبٌ مخيف وقاسٍ عنيف ،

يحصدُ أرواح الأحياء مُسلِّطاً عليهم سيفه الرهيف .

فليت هذا الجبَّار المقتدر العاتي

يستلُّ روحي ويسلبني حياتي .

آه ! فاندبيه وارثيه يا روحي الحزينة .

 

                   الولايات المتحدة الأمريكيّة ، تاريخ 20/5/1978 الساعة التاسعة صباحاً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!