روحٌ غمرتَها الأَحْزان
روحٌ غمرتَها الأَحْزان
هناك وراء المجرَّات والسُّدُم والعوالم الموغلة في الأبعاد الدهريّة ،
وفي العوالم التي لم تَرَها عينٌ أو تسمعُ بها أُذنُ بشريَّة
يوجد فردوس إلهي غارقٌ في المُتَع والبهجات ،
طيورُه أبديّة التغريد العجيب ، وأنهارُه سرمديّة الخرير الغريب ،
وأشجاره ذات أثمار جنيَّة ، وأزهاره ووروده ذاتُ ألوان سحريّة
تضفي بهجةً وتسكبُ روعة لا مثيل لها على هذه الجنّة الرائعة الفتنة .
فإلى هذه الجنّة رحلَ من أحبَّه قلبي ، وحنَّت إليه روحي ،
وفي هذا الفردوس البهيّ حطَّ الدكتور جورج خبصا رحاله ،
بعد أن غادر دنيانا دنيا الأرض وما يجيش فيها من دنايا ،
وما يعشّش فيها من رزايا .
غادرني … فحلَّت عليَّ الأَتراح ، وفارقني الانشراح !
غادرني وخلَّف لي اللوعة القاتلة والبؤسَ الرهيب !
فليت الموت يطويني وينشره بعدما اخترمه !
إذ عدتُ لا أشعرُ بلذَّة الحياة بعد فراقه لي .
فيا أخي الحبيب ، يا قاطن الفردوس العجيب ،
ويا نزيل جنَّة الخلد ، ويا من أصبحت تنعم بالأخدار السماويّة !
ويا أخي الحبيب الدكتور جورج خبصا ، إنّني أنتظر ساعة رحيلي من عالم الأرض
لأجتمعَ بكَ في فردوسكَ الإلهيّ الذي أصبحتَ تنعم فيه ،
ففي اجتماعي بكَ سعادتي التامّة .
جمعني اللهُ بكَ قريباً .
كاتوفتسا البولونيّة ، في 2/10/1972،
الساعة الثالثة إلاّ ربعاً بعد الظهر