داهش والموت

أمنيتي أن ألقاكَ

  أمنيتي أن ألقاكَ              

أيُّها الحبيب الحبيب ،

يا مَنْ انطلقتَ من عالمنا الماديّ القَذِر ،

وحلَّقتَ إلى عالم النقاء والطهر ،

أيُّها الحاتميّ الكرم ، المتّخذ المادَّة وسيلةً وليس غاية ،

يا من رافقتَني ورافقتُك ثمانية وعشرين عاماً كاملة ،

يا من كنتَ مستقيماً في مهنتك ، وصادقاً بأقوالك ،

أيُّها المُطَبِّب للفقراء مجّاناً – ثم تهبهم من مالك !

تالله ! وهل تحقَّقت آمالُك ؟

أمّا أنا فما زلتُ تائهاً في ربوع عالم الشرّ البغيض ،

ذاكراً أيَّامنا السالفة ، عندما كنّا جسدين – بروحٍ واحدة !

أيُّها الراحلُ الكريم ،

إنَّ ذكراك خالدة في ضميري ، خالدة في كياني ووجودي ؟

إنَّها لن تبرح خاطري ، حتى يأذن الله جلَّتْ قدرتُه ،

فيأمر بعودتي إلى عالم الروح ، عالم السعادة والبهاء .

وإذ ذاك سألتقي بك ، أيُّها الحبيب الحبيب ،

ولن أفترق عنك – يوم ألقاك- حتى الأبد ،

إذ سأحيا معك في جنّة وارفة الظلال ، خالدة البهجات .

إنَّ الحياة باطل مرعب ، والموت هو الحقيقة الخالدة التي لا شكَّ فيها .

فمرّي يا أيّام وتصرَّمي أيتها الشهور ، وافني أيَّتُها الأعوام ،

كي ألتقي بأخي الحبيب الغالي الدكتور جورج خبصا .

 

                           نابولي ، 21/5/72 الساعة الثامنة مساءً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!