أُرثيكَ بحزنٍ عميق
أُرثيكَ بحزنٍ عميق
سأنوح عليكَ مثلما ناحت راحيل على أولادها ، ولن أتعزّى .
وسأرثي بقائي في عالم الأكاذيب والرياء المرعب ،
وسأملأ الأجواءَ بالنحيب لبقائي في عالم الأحزان المزلزلة !
فيا أنبلَ مَنْ شاهدَته عيناي الملتاعتان ،
لعدم استطاعتهما الاكتحال بعد اليوم
بمشاهدة جسدكَ الماديّ المتواري .
إنّني أغبطُكَ لتواريكَ عن عالم الأرض ، هذه الأرض التعيسة ،
وتحليقكَ إلى عالم الفراديس الراتعة ببهجاتها الإلهيّة .
ولتهنأ في جنّة الخلد يا من انطلقَتْ روحُهُ في عالم الفناء ،
فأصبحَتْ تجوسُ عالم البقاء ، عالم الطهر والنقاء ،
وهي ترفل بحلّة من النور والبهاء .
وإلى اللقاء العاجل .
بيروت الساعة 9 مِنْ صباح 10/11/1969