يا لعيني
يا لعيني
بالأمسِ عيني أصيبت برشاشِ الأسنان (18)
فاحتكَّ بها وأصيب بضررٍ فيها مقرّ الإنسان (19)
هي النار تلظّت فيها ، وكأنّها طُعنت بالسنان !
لهيبٌ أضرم فيها أواره ، فاستعذتُ له من الشيطان
ألمٌ مُدمّى استعرَ بداخلها فاصطبغت بلونِ الرمّان
هرولت للماء أبرّدها به ، مُطلقاً لأملي العنان
وشعرت ، كأنّ رملاً راسباً فيها ومستقرّاً باطمئنان
وأسرع نقولا وإيليّا ليلاً وأحضرا لي درمان (20)
غسلتها به فازداد لهيبها ، فيا لشقاء الإنسان !
تُرى ، هل ما أصبتُ به جزاء لما ارتكبته بسالفِ الزّمان ؟
هي عدالة الله تجري علينا في كلِّ آن
فمن يعمل خيراً مثقال ذرّة ، فلا يُصاب بأيّ هوان
ويرتع ببحبوحةِ رغدٍ ، ويحيا بسكينةٍ وأمان
وبعكسِ هذا يُصاب بالبلايا ، فيُذعر ويردّد أماناً أمان !!
نيويورك ، الساعة التاسعة والربع من صباح 24/7/1978