دنيا الأباطيل
دنيا الأباطيل
كلّ شيء ما خلا الله باطل
وما هو تحت الشمس فان وزائل
حيّرتني دنيا الأباطيل ، دنيا المزابل
من إنسيّها وجنّيها وقدّيسها والسافل
دنيانا دنيا الدنايا ، فكلّ ما فيها تافه وماحل
لا تساوي دانقاً ، فكنوزها المزعومة نوافل
وإذا وُزنت بميزان العدالة فوزنها شاقل
أصبحت هائماً بدروبها ، وسيري فيها متثاقل
شرورها الرهيبة كالرجومِ المُتساقطة هواطل
فليتني أدمّرها بصواعقي المُردّمة وأكون لها نابل
أصبحتُ من غيظي لجرائمها الرهيبة مُثقلاً كالمرأة الحامل
قالوا :” سيصطلح”. ضحكت ، فأنا بقولهم غير متفائل
وجميع دروب رذيلتهم لستُ بجاهل
من يزدريها هو بمذهبي الفهّامة العلاّمة العاقل
ترى كهنتها غائصين بدروب اللذاذات والمباذل
يملأن كروشهم بأعتقِ الخمورِ وأشهى المآكل
ويسعون وراء الغيد الصيد ربّات الخلاخل
والعدالة تقضي أن تحصد رؤوسهم بحدّ المناجل
أنا حائر في مفاوزِ كرتنا ، وتائهٌ بمهمه المجاهل
فما يزخر به كوكبنا العجيب يجهل أسراره العالم والجاهل
قسماً بربّ البرايا ، لستُ عن شرور الورى بمُتغافل
فليتني أعيش منفرداً في غابٍ جميلٍ تصدح على أشجارهِ البلابل
فكفاني ما لاقيته من اللؤماء الأوغاد ، الخونة الأسافل
وعندما يدعوني خالق الأكوان لأعود إليه ستصحبني المشاغل
وأجوس فردوسه الخلاّب طروباً مُعيّداً ، ففيه أحبّائي سأقابل .
كتبتها بالسيّارة العائدة بي من المطريّة بالقاهرة إلى الفندق ،
وذلك في الساعة الواحدة والنصف ، بعد ظهر11/2/1981