الردّ على لويس صليبا
في الرد على ال د. لويس صليبا في شان تعرضه للدكتور داهش والداهشية في مقاله المرفق ب فيديو (محاضرة) تحت عنوان :
“يوسف الحاج من المؤمن الاول بالداهشية الى المنسحب الاول منها” توقفنا عند بعض النقاط والتساؤلات التي تلقي الضو على شخصية صليبا.
- هل ان الكاتب يمتلك من المصداقية ما يستاهل الرد وهل ان قلمه من الاقلام الموضوعية ام انه من الانواع التي تُباع وتُشرى؟
- هل هو ينطق بلسانه او يختبئ في ظلاله الجبناء ” les hypocrite” الذين يخافون العلن لئلا تصبح مخازيهم مُباحة للجميع.
- ما هي سيرته الذاتية، وهل هو من كَتبها واضاف اليها ما لذَّ له وطاب من الاوهام ام انه يمتلك اعمالاً قيِّمة حقيقيّة نتج عنها سيرة ذاتية اضافتها شبكة النت الى أرشيفها.
ما وجدناه سيرة ذاتية كَـتَـبَـهـا بنفسه على موقعه الخاص واضاف اليها بحسب زعمه; معرفةً دقيقة والماماً بمجموعة من اللغات القديمة والصعبة بالاضافة الى دراسة نوع من الطبِّ في جامعات هندية مشهورة وممارسته المعالجة في عيادات نيودلهي الطبية وكل ذلك الانجاز في اللغات… والطبّ…، انجزته عبقريته الفذة في سنوات ثلاث.
فيا للعجب العجاب!
هذا يدعو الى التساؤل ، كيف تجرّأ صليبا ان يكتب هذه الامور؟
هل كان يتوجه بكلامه الى قرَّاء سُذَّج يسهل الاستخفاف بعقولهم؟
ام هو يعيش في عالم الاوهام؟
ام انه دنكيشوتي النزعة!
- ما سبق من وقائع يدفعنا الى التساؤل هل ان الدكتورة التي يحملها ذات قيمة معرفية ام ينطبق عليها مقولة الاستاذ المُرَبي والفيزيائي الاميركي الكبير Richard Feynman اذ قال وهو يحذر تلاميذه في احدى محاضراته في الفيزياء النووية قائلاً: لا تنخدعوا ابداً وتمزجوا بين العلم والذكاء، قد تحملون شهادة الدكتورة وتبقون حمقى وبلهاء “. Never confuse education with “intelligence, you can have a PHD and still be an idiot “. Prof of physics https://en.wikipedia.org/wiki/Richard_Feynman Richard Feynman
- هل يرتكز السيد صليبا حقاً في بحثه على الوثائق والمراجع كما يدَّعي لابراز الحقائق ام انه يجتزؤها ويضعها في غير موضعها بهدف الاساءة والتجريح مُستظلاً عباءة الموضوعية والبحث المُتجرِّد فيدس السم في الدسم، ويتجاهل الوثائق والمراجع حين لا تخدم هدفاً منحرفاً يبتغي بلوغه ؟
هذا ما فعله حين اجتزأ حادثة الشرطي واليافع يسوع في مذكرات يسوع الناصري وكرّره في رواية حوار الدكتور شرابي مع الدكتور داهش، فاغفل اسم الكتاب ورقم الصفحات واجتزء ما يُريد وأغفل خمس صفحات ثمينة يروي فيها شرابي حديثه مع الدكتور داهش في لقائهما وتوضح مجرى الحديث. المرجع والذي سرد بعض وقائعه في كتابه صور الماضي عل الصفحات ٦٠ ـ ٦٤ والمتوفر مجاناً على النت في الوقائع، كان يتذكر شرابي ماضيه في زمن المراهقة حين وقع كتاب ضجعة الموت للدكتور داهش في يديه، في عكا، وللمرة الاولى. ويروي انه كان يتأمل بعض اللوحات التي تزيّن الكتاب فلا يراها بعين الفنان الذي يرسمها ببراءة آدم وحواء قبل السقوط بل بعين المراهق الشبق وهذا يبدو جليا في كتابات شرابي نفسه. من هنا يفهم القارئ اللبيب ان الدكتور داهش وهو الاديب الانيق النبيل كان يقصد شرابي نفسه حين اجابه عن سؤاله وهو يتناول كتاب ضجعة الموت ولوحاته : انها أي ـ ( مشاعر شرابي الشبقة ) : ـ حماقات شباب وحين لم يلمح شرابي الجواب الذكي المرهف شَفَعَهُ الدكتور داهش ببسمة فاترة … لعل شرابي يفهم القصد. وقال شرابي انه كان “للكتاب تاثيرا غريبا عليَّ” فاجابه الدكتور داهش والبسمة الفاترة لا تفارق ثغره: ” الناس بتحب الروحانيات … وكذلك الصور اللا روحانية ” وذلك زيادة في الايضاح لشرابي انها حماقات شرابي التي كانت توقد فيه المشاعر الشبقة لدى رؤيته بعض اللوحات العارية فيغفل عن براءة الجمال المقصود .
اما السيد صليبا فلم يلمح الاناقة والنبل والكناية والتورية في الجواب فساقه بسطحية واعتبره توصيفاً لكتاب ” ضجعة الموت ” الذي قالت عنه احدى صحف القدس المعاصرة للطبعة الاولى بانه لو قدر لشكسبير العودة الى الحياة وقررت بريطانيا تكريمه لما طبعت له كتابا بهذا الرقي.
- في الحياة الشخصية للكاتب وهذه ناحية بالغة الاهمية لتقييم استقلالية الكاتب ونبل اخلاقه فحدّث ولا حرج عن المآثر التي نربأ بانفسنا عن الحديث عنها وليس اقلها انه كان يعمل في مكتبة لاحدى قريباته التي قالت انها طردته لسوء الامانة وانه كان يذهب الى المكاتب التي تبيع الكتب المسعَّرة بقلمِ رصاص فيمحو الاسعار المكتوبة بممحاة قلم رصاص يحتفظ به ؛ لهذه المهمة؛ ويستبدلها باسعار متدنية قبل ابتياعها… والمآثر تتواصل وتكاد لا تنتهي ونربأ بانفسنا عن ذكرها …
- هذا هو الكاتب الذي تناول الدكتور داهش والداهشية بالاساءة ، وإذا تساءل القارئ هل من يحمل هذا التاريخ يستاهل الردّ نقول نحن لا نردَّ عليه بل نتوجه بالردِّ احتراماً للقارئ ـ الذي اراد الدكتور الجهبذي والطبيب الهندي المغربي تضليله والسلام.
مرثية الشاعر يوسف الحاج “دموع من نار”
على ضريح الدكتور داهش.في الردِّ على المدَّعي لويس صليبا
___
يوسف الحاج هو المؤمن الاول بالداهشية في لبنان . .
وظلَّ كذلك حتى واراه ثرى وطنه الذي احبه..سنة ١٩٥٥، تقع المرثية في ٣٥ بيتا على البحر الكامل..
منها:
.._”فسفينة الهادي الحبيب
وان قضى
ربانها لا تستباح ولا تغرقُ..
_سلْ من تشاء من الألى زاروا الحمى
ورأوا قوى ارواحنا اذ تعتقُ..
_فلكم رأينا من عجائب داهش
قد ضمها ذاك المقام الضيّقُ
_نمْ يا نبيّ الله ،
جسماً هامدا
ونعيم ربِّك خيره يتدفق
_إنّا نعاهدك البقاء على الهدى
ما زال في الأجسام قلب يخفق
_هذي حياتي بعد موتك ظلمة
والكون في عيني سجن ضيقُ.
#الحزين يوسف الحاج الداهشي
رأس بيروت حزيران ١٩٤٨.
علاقته بالداهشية ليست تجربة عابرة بل صارت حياة روحيَّة محضة بعد ان كانت ماديَّة محضة . فحياته بعده ظلمة وسجن ضيق ..يعبّر عن الغربة الروحية..اي يعبَّر عن عمق ايمانه ..
فقوى روحه وروح من رأى وآمن بعجائب داهش انعتقت من اسر ماديتها .. فركبت سفينة الداهشية مع الحبيب الهادي ….فهو يناديه ب ” نبي الله والحبيب الهادي” ويعاهده ان يبقى في سفينته ..
فهذه ليست مُناجاة صديق انما مُناجاة مُريد مؤمن بعقيدة روحيَّة وبصاحبها ..
يوسف الحاج في سني عمره الاخيرة وهن جسده وضاق صدره لعظم مُضايقة زوجه وابنه فانكفأ وقد فقد بصره ولكن صديقة واخاه الشاعر حليم دموس بمناجاة الهادي الحبيب وهبته الروح بصر عين الحليم اليسرى . ليرحل مُبصرا جميلا (كتاب الاديب #سامي واصاف : في رحاب الدكتور داهش ص ٢١٩_٢٢٠ ط.١) .
و بطلب حليم دموس جثته ليدفنها هذا دليل على ان الداهشين لم يتركوه قط وهو لم يتركهم ..
ولن اردَّ على حكاية كمال الحاج ابنه وزوجه لانهم لم يقولوا الحقيقة كاملة بل زوروها ..
وكاتب المقال المستأجر
لتشويه علاقة يوسف الحاج بالدكتور داهش مارس نظرية الراوي العليم في القصة . اذ كتب كأنه يعرف خبايا ودواخل الشخصية اي يوسف الحاج دون علم الشخصية .. فيقررعنها ويفصح عن مشاعرها الدفينة ..ولعمري تلك هزلية تصيب الباحث فتخرجه من دائرة البحث الى دائرة النفاق والتزوير والافتراء ..
اما اتهام كتابات الدكتور داهش بالركاكة فلأنك جاهل فقير الى الذوق السليم فالقلم المأجور حبره اعمى ومقزز ومنتن ..
كيف بأدب تناوله لغوي كالعلامة د.عبد الله العلايلي فقال فيه: في تقديمه لكتاب ” عواطف وعواصف ١٩٤٣”اختار منها:
بين يدي طائفة من تأملات روحية تحركت بها نفس وخفق بها جنان فجاءت آية فن .. ورائعة ادب اشرقت بسنى الهام الروح في قلب الانسان ..رسالة المصلح الحق فجاءت #ادبا فوق الادب بما تميس به ميسان حاليات الافنان..”
وكذلك الشاعر الكبير بولس سلامة صاحب ملحمة الغدير اذ قال :
“فاذا انت انعمت النظر في هذا القلم المُلهم اطللت على آفاق كلما بلغت واحدا منها اشرفت على آخر ..واكتحلت اجفانك بالسحر على قدر استعدادك ..فإن ما وراء السطور اعحب مما في السطور نفسها”١٩٤٦…
واكتفي بمثالين فهناك مئات الكتّاب والشعراء والباحثين كتبوا عن ادب الدكتور داهش .. فجمالية ادبه تتمثل انه يقول الحقيقة فتأتي كلماته سهلة واضحة لوضوح رؤياه وفلسفته ..
لذا قد تبين انك أنت “لويس صليبا” اذاً ولا ريب في ذلك #انك رائد الذوق الخرب.
وسأبين لك تهافت منهجك البحثي وما سقت من افتراءات كنت تلوي عنق الحدث لتملي عليه من اهوائك السفلية المعدّة سلفاً مع من استأجرك . ..فهذا اسلوب شيطاني وما افلح شيطان من حيث اتى.
قل لي :
من يبحث في بيئة وزمن معين يقدم مناخها السياسي والاجتماعي والفكري وهذا ما لم تتجرأ عليه لان عهد بشارة الخوري كان فاسدا بشهادة كل من أرّخ لتلك الحقبة من تاريخ لبنان ولذلك ثاروا عليه واقتلعوه مُهاناً مرذولاً بفعل الخبايا التي فضحها الدكتور داهش (١٦٤ منشورا اسود و٦٥ كتابا اسود .اظهر فيها كل مفاسده مع شركائه)..
ولم تبين ان د.داهش كان يعيش بيئة ادب وجمال ..يحيط به “اخوان صفا ” كما وصفهم الشيخ العلايلي في كتابه (كيف عرفت الكتور داهش)
يحيط به ادباء وشعراء واطباء ومحامون وصحافيون ورجال سياسة ودين انقياء. .بيئتان لم تكلف نفسك فتوضح كباحث ذلك فتهافت بحثك وسقط في الغرضية المعدَّة للافتراء والتشويه.
فكيف لباحث ان يعتمد الافتراءات والاقوال المصنوعة كشواهد له دون ان يتحرى ثباتها ..فهل راجع سجلات البرلمان اللبناني ومجلس الشورى في ذلك اللذان اصدرا ما يبرىء د.داهش من كل ما نسب اليه ..؟ راجع كتاب “جريمة القرن العشرين ” ل المحامي خليل زعتر لترى الفساد القضائي والاعلامي والطائفية البغيضة .وراجع كتاب ” التيارات السياسية بين ١٩٤٣ و١٩٥٢ للمؤرخ البيروتي حسان حلاق ..لترى ان هناك خيانات عظمى بحق الوطن..اقترفها بشارة الخوري ومرجعيات دينية .
طبعا لا ..لم تر الا ما تستطيع ان تعدّه سلبياً في العلاقات ..
هذا فمنهجك ساقط لسقوط نفسك ..
واليك بعض إلتواءت فكرك المريض:
حاز الدكتور داهش شهادة الدكتوراه عام ١٩٣١ في فرنسا بعد ان قام بمعجزة :يونان النبي” اي البقاء في جوف صندوق في قعر نهر السين لمدة اسبوع بحراسة الشرطة ورقابة ١٥٠ من علماء ومهتمين بعلوم الانسان .. وتلك الشهادة موثقة لدى الدولة .. فلم تبحث عن ذلك وهذه سقطة اخرى ..اما شهاداتك فمشكوك بامرها فهي بهذا الركام في مدة زمنية قصيرة من تعلم لغات وحيازة شهادة طب مما يثير الشك والريبة ..كقارىء اقول انها مشتراة او مزورة ..او ادعاءات فارغة .
المعجزة هي لأثبات وجود القدرة الخالقة ولتحفيز الانسان على الاقتناع بوجود حياة اخرى ..فلها وظيفة سامية وليست بأمرة البشري واهوائه انما هي بإمرة الروح . فهي لازمة اذ تتصف بالديمومة لتدلّ على وجود الله ..
اما اليوغية التي تتهم بها المعجزة فقد شملت بتفسيرك لها كل الانبياء والرسل والسيّد المسيح معهم …كذلك باتهامك ان مذكرات يسوع الناصري كانجيل برنابا اي كتابات هرطوقية الذي هو موجود فعلاً .. والذي بشر بالنبي محمد فانت بذلك تكفيري قد اتهمت الرسالة المحمدية بالهرطقة.. . وهذا حمق منك وبلاهة ..
اما قضية اول مُعجزة، وان د.داهش بسرده تلك المعجزة اتهم يسوع بالاجرام ..لا سمح الله .فهذا تأويل منك لغرض في نفسك ..ان تنكر المُعجزة هذا حقك ولكن ان تتَّهم من يدعو الناس للايمان بيسوع وبالنبيّ محمد بلا تفريق ولا يدعو احدا ان يترك دينه ابداً ..فاذكر لك حادثة حنانيا وامرأته في اعمال الرسل اذا اخذوا جزءا من المال وخبأوه عن الرسل . فوقعا # ميتين فهل نتَّهم الرُّسل بالاجرام ..انها حكمة السماء اذ تمنع سطوة قائد الشرطة ليحفظ سبيل التلاميذ ليؤمنوا وكذلك هو درس للامانة وعدم الكذب ..
اما قضية شرابي فهي واقعية جدا..تحكي عن نفسية شرابي نفسه اذ يشرح لوحات” ضجعة الموت” بمستوى اباحي
ثم يصف الكتاب بالفذّ ..وضجعة الموت فيه ١٦٥ لوحة منها ٥٥ لوحة من فكر د.داهش نفَّذها الرسام الايطالي موريللي . وكتبه بخط الرقعة الخطاطان الهواويني ومحمد حسني .. لغته سهلة ورؤياه واضحة وفيها عروج الى فضاءات السلام ..وذلك مما لا تُطيقه روحك المادية ..فكلامه كان موجهاً لشرابي نفسه ان: تصرفه هو “حماقات شباب ” ..ترى في الفن شهوات النفس وليس سموها قبل السقوط ..
لذا فتأويلك لذلك كان قصورا منك من تفسير الموقف ..فضجعة الموت كتاب قل نظيره . تحفة ادبية وفنية .
سليمان جمعة
شاعر ناقد وقاص
Sami Wassaf
Physics prof
Currently in the field of philology of physics,
years of science teaching and astrophysics research
& Writer
US
swassaf@yahoo.com