قصص زينة

الفيروز

الفيروز

                                                                                       من أقاصيص: زينة حداد

                                                                                                ترجمة: سمير الحداد

الفيروز اسم أزرق ينشد سحر السماء الزرقاء، السماء المُتألقة بأشعة الشمس.

          الفيروز نشيدُ أحد النجوم وغناؤه الطاهر يصعد إلى الأعالي، إلى أعلى الأعالي نحو مطارح صعبة المنال.

          الفيروز عندنا حجر ثمين وهي في عالمها قيمة ال تقدّر لأنها روح ثاقبة النظر إلى أقصى الحدود.

          الفيروز شمسٌ لونها بلون الجوهرة الساحرة، شمسٌ تنير عالمها الأزرق.

          هي نفسٌ زُوّدتْ بالأمل وبالحلم، مزدانة بعيون مُتوقدة تراقب بها بعض العوالم التي هي مسؤولة عنها. عملها لا يتوقف فهي أشبه ما يكون بالنحل يجني شهده بلا كسل.

          وتتوالى القرون دون أن يُضِرعبء الزمان بالمملكة المكونة من ستة كواكب تحكمها ملكتها فيروز وبيدها الصولجان.

          وتنبعث من عيون فيروز العديدة أشعة من نار هي الروابط التي تجمع بينها وبين نجوم مملكتها، وبواسطة هذه الأسلاك النورانية تراقب فيروز جميع عناصر مملكتها فالانوار تسجِّل أدق الأحداث التي تجري في هذه الكوكبة من النجوم.

          هذا هو أسلوب حياة فيروز، قصرها نجم أزرق، تحيط بها الأشعار المنظومة في هذه الأمكنة الساحرة. الجمال بحد ذاته قصيدة، أغنية حب، لا بل تقدمة وقربان يرفرف ويضوّع كغيمة من بخور.

          والآن يا فيروز، دعي عيونك تلج كياني وتتحدث إليَّ. لتكتنه عيونك، جواهر النور المشعّ، أسرار ذلك الكون البعيد واكشفي لي، أجل اكشفي لي أسرار العالم الآخر. أنا أنتظر. لكن وأنا أشاهد سماءنا أدرك أن فيروز هي التي تمنّ عليها بلونها، فهذه هي إحدى المهام المُلقاة على عاتقها حتى حلول زمن أفولها، عندها لن تخلِّف فيروز ورائها سوى الظلمات، وهذا ما جنته الأرض على نفسها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!