أيتها المرآة كفاكِ هُزءًا بي
أيتها المرآة كفاكِ هُزءًا بي نظرتُ في المرآة، فإذا بالذعر يتملكني، إذ شاهدتُ وجهًا مخيفًا قد تغضنت أساريره، لِقدَم عهده، ورأسًا قد فني الشعر منه، فإذا به صلعة شوهاء، والعينين قد غارتا في أوقابهما، فأصبحتا أهلاً للرثاء، وذلك البريق…
آمالنا أوهام
آمالنا أوهام آمالُنا أوهام، وأمانينا خيال! نحن في حياتنا الدنيوية، ظلال في ظلال! تعمر صدورنا رغباتٌ كبيرة وآمال. نُحمّل أجسادنا غالي الثياب، يا ليتها كانت أسمال. تُراودُنا أشواقٌ للعظمة والغطرسة كأننا أقيال! ويمرُّ بخاطرنا شبحُ الموت فنذعر لأنه مُقصّر…
إذا ثبَتِّ فزْتِ
إذا ثبَتِّ فزْتِ أوديت، عندما تأْزفُ ساعة رحيلكِ من أرض الشقاء والعناء، ويدعوكِ الكاروبيم لفردوس الخلود والبقاء، وبعدما يهبط ملاك الله من سماواته العلوية ليرافقكِ إلى الأخدار السرمدية، إذ ذاك ترينني، يا أوديت، باسطًا ذراعي لاستقبالك بفرحٍ عظيم، ومرح أنا…
فقاقيع
فقاقيع خلوتُ إلى نفسي، واستعرضتُ أسماء بعض من يطلقون عليهم في عالمنا الفاني لقب (العظماء). فمن رعمسيس إلى نبوخذنصر، فنابليون بونابرت، إلى الاسكندر الكبير، فداريوس الفارسي، فتيطس، فأوغسطس قيصر، فجنكيز خان، فتيمورلنك، فهولاكو، فهتلر، فموسوليني، فستالين، وغيرهم من كبار…
أسرعي أيتها الطائرة أسرعي
أسرعي أيتها الطائرة أسرعي أيتها الطائرة الجبارة، الماخرة عُباب الفضاء بسرعة عجيبة! أسرعي أسرعي بقدر استطاعتك، وابتعدي بي عن أجواء الأرض الرهيبة، وحلقي حلقي بعيدًا بعيدًا موغلةً في البعد البعد اللانهائي، وامكثي في طي الفضاء الرحب، حتى تبلغي بي…
إلى أخي سَليم
إلى أخي سَليم إذا ثبتّ الساعاتُ تمرُّ مرَّ السحاب، والدقائقُ تتلاشى، فذهابُها دون إياب، والايامُ تفنى بما تحمله من شقاء وعذاب، والأعوامُ يفترسها القدر مثلما تفترس غنمها الذئاب. وفجأةً، فجأة، يا أخي الحبيب سليم، ترانا وقد خلعنا جسدَنا المادّي،…
يا نفسي القلقة
يا نفسي القلقة يا نفسي القلقة! أيتها النفس الحيرى! يا من أثقلتكِ أوزارُ هذه الكرة الأرضية! يا من أرهقتكِ متاعبُ هذه الفانية! أيتها السجينةُ في هذا الجسد المادي الحقير! يا من تريدين الانطلاق فتكبلُكِ المادةُ بكبولها الممقوتة! أيتها التواقة…
حقيقةُ مُخيفة
حقيقةُ مُخيفة أعوامٌ تتلوها أعوام، وتقتربُ منيةُ الأنام. فما يكاد المرءُ يفتح عينيه على هذه الفانية، حتى تراه قد شبَّ عن الطوق وترعرع. ثم تدورُ الأيام دورتها، فإذا به شابٌّ قويٌّ العضلات. ثم تنقضي الأعوامُ، فإذا به كهلٌ وقد…
استقبال عام 1970
استقبال عام 1970 أي إلهي وخالقي، لقد عصفت بي رياحُ العام البائد عصفًا رهيبًا، وصواعقُهُ المُتلاحقة حطَّمتْ أركاني، ورعودُهُ الهادرة لاحقتني في خلال أيامه المشؤومة، مُحيلةً أفراحي إلى أتراح، وبروقُهُ المومضة أتاحتْ لي مشاهدة المآسي التي كبلتْ نفسي وقيدتْ…
استقبالُ عام 1950
استقبالُ عام 1950 لكَ الله أيها العام الجديد. هل لك أيها المولود في هذه اللحظة الرهيبة. أن تنبئني ما تحويه جعبتك لي وللداهشية. هل لك أن تخبرني ماذا يحتويه صدرك من أمور خطيرة تتعلَّق بي شخصيًا؟ هل لك أن تطمئنني…