سلامة فهمه
سلامة فهمه لإيليا حجار وصاحتْ ورقة المئة دولار، وكأنها كانت تحترقُ بالنار، قائلةً: إليَّ، إليَّ، فأنا استنجد بإيليا، لأن داهشًا أغلقَ عليَّ جزدانه، وهو ساخطٌ لاعنٌ زمانه. وعندما ضاق ذرعًا بصراخي، فتح المحفظة، وقال يخاطبُ نفسه: ما عدتُ بعد الآن…
متى يُفكك أسري؟
متى يُفكك أسري؟ الساعة الآن الثانية عشرة ظهرًا، وأنا جالسٌ على كرسيّ مريح، بمنزل الأخ رياض، وأنظر من خلال الباب الزجاجيّ، فأشاهد الحديقة الصغيرة المُلحقة بمنزل رياض الوسيم الوجه، الدمث الأخلاق. وها إني أشاهد الأشجار الصغيرة، وهي تهتزُّ بتأثير مُداعبة…
وهمٌ من الأوهام العابرة
وهمٌ من الأوهام العابرة واستقليت الزورق الذي يسيرُ بقوة الكهرباء، ورحتُ أجوبُ به البحار طولاً وعرضًا. وكنت اصطادُ الأسماكَ بقصبة، هي آخر ما اخترعته العقول المبتكرة. وعندما أنهيتُ رياضتي هذه، دخلت إلى صالون القارب، وإذا بالجاريات الست يحتطنني، وهن يحاولن…
وداع عام 1979
وداع عام 1979 أيها العام، إنني أودعكَ وداعًا لا لقاءَ بعده. أودعك وأنت تحتضر لانتهاء أيام حياتك، إذْ ستلفظُ أنفاسك الأخيرة بعد خمس ساعات. وكلُّ منا أيها العام سيغادر دنياه، ويخلف وراءه ما جمعه طوال سني حياته. وربما يتمتَّع عدوه…
نجوى العزيزة
نجوى العزيزة نجوى! ما أرق هذا الاسم! وما أعذبه! فنجوى هذه الفتاة ذات الرقة ثقافتها رائعة، وتواضُعها مُدهش، وأنفتُها مُحببة، وعزوفها مُذهل، واندفاعها في سبيل عقيدتها لا شُبهة فيه، وعصاميتها تشهد لها بالنشاط والجد الدائب. فهي التي دأبت على نهل…
غازي ونجوى
غازي ونجوى هما قُطبان داهشيان امتلكا مِن الأدب أروعه، وخاضا في مُحيطات المعرفة، ثم غاصا في الأعماق، فاستخرجا من اللآلئ الثمينة ما زينا به جيد الأدب. فثقافتهما مُدهشة، وابتكارهما رائع، واطلاعُهما شاملٌ جامع، وأسلوبهما ماتع(1) راتع (2)، وجهادُهما في سبيل…
نورما الفتَّانة
نورما الفتَّانة نورما هذه الزنبقة الفواحة، هذه العطرة الأريج، هذه المونقة ذات العطر الشذي!… إنها رقيقة، وبعملها الفني دقيقة، إذْ كانت في عصور سحيقة بارعةً في العمل اليدوي. لقد وشت بإبرتها العظيمة أغطية رائعةً دمقسية بنقوشٍ زاهية الألوان سحرية حازت…
اسمُكِ خالِد
اسمُكِ خالِد زينا، أنتِ زينةُ الرسالة الداهشية. فالمسيح أعلم تلاميذه بأن الأرملة التي قدمت الفلس للكنيسة سيُذكر اسمها في الكنائس والمنازل مدى الأجيال. وأنتِ أيتها الحمامة الوديعة، واليمامة اللطيفة، أؤكدُ لكِ أن اسمك ستذكره الآلسنة، وستردِّده الشفاه بتبتُّل وقدسية، وستكونين…
الإنسانُ حلمهُ الخلود
الإنسانُ حلمهُ الخلود الإنسان مخلوق تافه. فالغرور يملأ نفسه، ويستولي على حسّه. فهو يظنّ أنه امتلك المعرفة، واختزن الأسرار، واغترف الحكمة، وأنه فهامة علامة لا يُصطلى له بنار. فما يكاد يشب عن الطوق، وتدرفه أحداُ الكرة الارضية، ويتقلب بين…
في الباخرة اليونانية آفيا
في الباخرة اليونانية آفيا الساعة الآن الثالثة والربع بعد ظهر 9 حزيران 1979، وقد استقليتُ الباخرة (آفيا)، الذاهبة بي من مينة (آجيا) إلى مدينة (بيره) الجميلة، بعد أن غادرتنا الباخرة (هرمس) دون أن تنتظر عودتنا إليها مع السياح. وقد تناولنا…