ْدَعــوني أقـول
دَعــوني أقـولْ
مُهداة إلى الأخ الحبيب غازي براكْس
دَعوني أقـولُ لكم مَن هـو: هو أخٌ جبَّارٌ ومُجاهدٌ مجهولْ
هو مؤمنٌ بكـلِّ مـا يكتبُ وبكلِّ ما ينظمُ ومـا يقـولْ
هو صاحبُ يراعـةٍ لا تنضبُ يكتبُ للحقِّ وأمام اللّه مسؤولْ
هو يزرعُ اليومَ بـذورَ فكـرٍ وغداً ينبتُ الزرعُ وتُزهِرُ الحقولْ
دؤوبٌ، لا يضيّع وقتاً مهما قَصُرَ، مِقـدامٌ، إن وعَد فهو فَعُـولْ
لقد كان سنَداً للحبيب في حياته وحاملاً لواءَه وسيفَه المسلـولْ
كان ناطقـاً باسمـه أينما حـلَّ مُقارعاً الصديق والقريب والعزولْ
أثبتَ عن جدارةٍ أنّه نِعْمَ الأخُ وجهادُه وكتاباته خيرُ دليلٍ ومدلولْ
وله من الوعي مـا لا ندركه ولا يفقُهه المغرورُ وصغارُ العقولْ
فقــد كلّفـه داهشٌ بأمانةٍ فحملها في عَينَيه بلا وهنٍ أو ذبولْ
كما كان لسانَ داهش في مجلّته، يُجيبُ السائلين ويكشفُ المجهولْ
هو لـو شاء أنْ يكون وجيهـاً لقُرِعَتْ له حيثما نَزلَ الطبـولْ
ولَتسنَّمَ مناصبَ رفيعةً وحاز شهرةً ولسار على الأكتافِ وهو محمولْ
لكنّه أبى أنْ يتخلّى عن عقيـدةٍ هي رمزُ فخره وهدفُه المأْمُـولْ
فقـد عَرفَ أنَّ الحياةَ مهزلـةٌ والعُمر مهما طال سريعُ الأفولْ
فضحَّى براحته وهنائه وصحّته واكتفى من العيش بما زهدَ وبالبقُولْ
أمْ تريدونـه أنْ يعيشَ قفرًا كما يعيشُ الصخرُ وعديمُ الشتولْ؟
هو صامتٌ عمّا قيـل ويقـالُ وفارسٌ في الحقِّ يصولُ ويجـولْ
هو لا يأبه بصعاليك الأزقّـة بل يُجابهُ الجبابرة على الخيـولْ
هو لا يهاب قوماً مهما طغَوا ولا يتوانى في الميدان عن النزولْ
هو لا يخاف الموتَ حين يأتيه بل يطلبُه لعلمِه أنّه سيُدعى للمثولْ
بين يدَي الديّــان العـادل وسيقدّم أعمالَه وليس بخجـولْ
وسيكافئه اللّه عمّا جنَت يداه وعلى جُهده العظيم المبــذولْ
جنّاتٌ وصفُها أبعدُ من الخيالِ والتصوُّرِ في عالَم الأرض المخبولْ
فهيهاتِ أن تعرفوا مَـن هـو وأنتم أهلُ تَشَدّقٍ وأكلٍ وخمولْ
هو، وربِّ السماواتِ، خيُر مجاهد ٍ هو غازي الجنانِ وبولسُ الرسولْ
حسين يونس الداهشيّ