كلمةٌ في المئوية الأولى
الدكتور عمر حلبلب
جامعي لبناني. يحمل دكتواره دولة في الاقتصاد والمالية العامة من جامعة الإسكندرية. تولى إدارة كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. وهو اليوم المديرُ العام لوزارة الثقافة اللبنانية. مستشار سابق في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية. عضو جمعية الديمغرافيين العرب.
شارك في عدة مؤتمرات. من مؤلفاته “مدخل إلى التنمية الاقتصادية في الدول العربية” (1983)، و”المالية العامة” (1985). وله عدَّة أبحاث منشورة.
كلمةٌ في المئوية الأولى
إن الدخولَ إلى عالم داهش الروحيِّ يتطلبُ كثيرا من التفكير والتأني والتبصُّر، ولا سيما إذا علمنا أن الذي نتكلَّم عليه ليس شخصًا اعتياديًّا بالمطلق.
يُخبروننا أنَّ داهشًا قلب أوهامنا إلى آمال، وجعل “فراديس الإلهات” مرصَّعةً باللينوفار المقدس. فـ”قصصُه الغريبة وأساطيرُه العجيبة” استوقفت كثيرين من الناس حتى بدت “بروقُه رعودًا”، وشِعرُه المنثور حياةً، و”قيثارةُ أُورفيوس” مكانًا آمنًا لنا لنحيا بحبٍّ وحرية. لهذا قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمرة.
لقد أسس الدكتور داهش مدرسةً روحيةً وأدبية تماسكت مع تفاصيل حياتنا اليومية، حتى بدت الآمالُ أفكاراً حقيقيةً تُجسدُ تطلعاتِ إنساننا نحو الوعي المطلق؛ وذلك في محاولةٍ راسخة لتكوين طاقةٍ كبيرة جعلته مَحطَّ أنظار الأدباء والشعراء والصحافيين… من خلال كتابه “ضجعة الموت”، يُفاجئك الدكتور داهش بحبِّه للموت على غير ما يألفُه الناس. فم من أشخاصً ماتوا وهم خالدون أحياء! وكم من أحياءٍ أموات وهم لا يُدركون!
وإذا تعمقنا في الأدب الداهشي، وحدنا أن الدكتور داهش يحس بالأحزان، ويُدرك الوقع قبل حدوثه. وهذا من ضمن قوةٍ خاصةٍ أعطاها ربُّ العالمي لشخصٍ أراد التوصلُ مع السماء، فعرف الحزين والأليم والكليم، وكأنه يتواصلُ مع الوجع قبل حضوره.
هذا ما يمكن أن نتحدث عنه من معجزات السماء. وكأنه القدر قد أتاح لنا فرصةَ أن نعرفَ كي نؤمن بالطاقة والعقل. وكلُّ ما توصل إليهن العقل ينزعُ إلى فكرة الإيمان بوحدة الوجود والحياة.