
نِبالٌ ونِصال
توطئة
هي إضمامةٌ من خَلَجات نفس،
وذَوْبِ روح،
كتبتُها في مناسبات عديدة
تحملُ في طيّاتها آمالاً وآلاماً.
فالحياةُ تزخرُ بالمنغِّصات الهائلة،
إذْ ما يكادُ المرءُ يفتحُ عينيه،
حتى تفاجئه المصائبُ آخذة بعضها برقاب بعض!
وتحتاط الرزايا بكلُّ من ولَجَ هذه الكُرَةَ الآرضيّة،
فإذا به تائهٌ في مفاوزها المترامية،
هائمٌ في سباسبها اللانهائيّة!
وتتراءَى له الغابات الغنّاء والأنهار الجارية
تَتَلأْلأُ تحت أشعة الشمس الذهبيّة،
فيهرعُ إليها، وإذا بها سرابٌ في سراب،
وما شاهده إلاّ خَدْع نَظَر وأكذوبة بَصَر!
فيتهالكُ على الرمال المُحْرِقة وهو يجود بالروح.
فيا لشقاءِ كلِّ ابن حوّاءَ من ذكَرٍ وأنثى!
ربّاه! أما حان للنهاية أن تأتي؟!
أما أزفّت الساعةُ لتقويض هذه الكُرَة الرهيبة،
وتفكيك ذرّاتِها وبعثرةِ أشلائها،
وإفناءِ كلِّ من يدبُّ عليها؟!
إذْ تعاظَمَتْ شرورُ بني الإنسان،
وتلطَّخَتْ هذه الأرضُ بجرائم أبناءِ هذه المرذولة!
ربّاه! قوّضْ معالمَ دنيانا،
واعصُفْ بها أيُّها الخالقُ الجبّار.
فقد طغت الرذيلة،
وطافت جيوشُها في ربوع أرضنا الشقيّة
تعيثُ فيها فساداً شائناً!
إنَّ أبناءَ الأرض أصبحوا يعمهون في شرورهم المخيفة،
ويغوصون في آثامهم المرعبة!
فدَمِّرْ أيُّها القديرُ عالمَ المَكْرِ والرياء،
فبفنائه يفنى الشرُّ وتنتهي أسطورةُ آدمَ وحوّاءَ
وما جَرَّتهْ ثمرتهما من رزايا على مخلوقات الأرض طُرّاً.
داهش
بيروت، صباح 8 حزيران 1971
الفهرس
– توطئة
|